انتصار واحد يفصل المغرب عن حسم التأهل إلى مونديال 2026

يقترب المنتخب المغربي الأول لكرة القدم من تحقيق إنجاز جديد في مسيرته الكروية، حيث أصبح على بعد خطوة واحدة فقط من حسم تأهله رسميًا إلى نهائيات كأس العالم 2026، التي ستقام في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك.
وبعد سلسلة من العروض القوية والنتائج الإيجابية، يجد "أسود الأطلس" أنفسهم أمام فرصة ذهبية لكتابة فصل جديد من التألق القاري والعالمي.
المباراة الحاسمة ستجمع المنتخب المغربي بنظيره التنزاني، في مواجهة مرتقبة تحمل في طياتها الكثير من الإثارة والتحدي.
الفوز في هذه المباراة سيعني ضمان بطاقة العبور إلى المونديال، بغض النظر عن نتائج المواجهات المتبقية ضد زامبيا والنيجر، وهو ما يعكس المسار المثالي الذي يسير عليه المنتخب المغربي في التصفيات الإفريقية.
ويتصدر "أسود الأطلس" المجموعة الخامسة بالعلامة الكاملة، بعد تحقيق أربعة انتصارات متتالية، مسجلين 12 هدفًا مقابل استقبالهم لهدف وحيد، مما يبرز القوة الهجومية والتوازن الدفاعي الذي يتمتع به الفريق تحت قيادة المدرب وليد الركراكي.
هذا الأداء القوي يعكس مدى الانسجام والتناغم بين عناصر المنتخب، الذين أثبتوا جاهزيتهم للمنافسة على أعلى المستويات.
على الجانب الآخر، يدخل المنتخب التنزاني هذه المباراة بأمل تحقيق المفاجأة، رغم إدراكه لصعوبة المهمة أمام المنتخب المغربي، الذي يعتبر واحدًا من أقوى المنتخبات الإفريقية في الوقت الراهن.
ويطمح المنتخب التنزاني إلى تحقيق نتيجة إيجابية تعزز من فرصه في احتلال مركز الوصافة، وبالتالي الإبقاء على حظوظه في المنافسة على أفضل مركز ثاني من بين جميع المجموعات.
ويصب التاريخ في مصلحة "أسود الأطلس"، حيث سبق للمنتخب المغربي أن تفوق على نظيره التنزاني في خمس مواجهات سابقة، بينما نجح المنتخب التنزاني في تحقيق فوز وحيد فقط.
أول لقاء جمع بين الفريقين كان في تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012، حيث انتصر المغرب بهدف نظيف في لقاء الذهاب، قبل أن يكرر تفوقه في الإياب بثلاثة أهداف مقابل هدف.
أما أحدث مواجهة بين المنتخبين، فكانت خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا 2024 بالكوت ديفوار، حينما حقق المغرب فوزًا عريضًا بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، مما يؤكد الفارق الكبير في المستوى بين الفريقين.
لكن رغم تفوق المغرب التاريخي، فإن للمنتخب التنزاني ذكرى خاصة في تصفيات كأس العالم، حينما تمكن من الفوز على "أسود الأطلس" سنة 2013 بثلاثة أهداف مقابل هدف، في نتيجة شكلت حينها صدمة لعشاق المنتخب المغربي، رغم أن الأخير عاد ليحقق الفوز إيابًا بثنائية مقابل هدف، لكنه لم يكن كافيًا لضمان التأهل للمونديال.
وهو ما يجعل مواجهة الثلاثاء ذات طابع ثأري بالنسبة للمغاربة، الذين يسعون إلى تأكيد تفوقهم وإنهاء الحسابات لصالحهم هذه المرة.
من جانبه، يدرك وليد الركراكي أهمية هذه المباراة، وسيسعى إلى الدفع بأفضل عناصره لحسم الأمور مبكرًا، دون ترك أي مجال للمفاجآت.
ومن المتوقع أن يعتمد على تشكيلته الأساسية التي أثبتت فاعليتها خلال التصفيات، مع إمكانية إجراء بعض التعديلات التكتيكية التي تضمن استمرارية الأداء القوي الذي يقدمه الفريق.
مع اقتراب صافرة البداية، تترقب الجماهير المغربية هذه المواجهة بحماس كبير، متمنية أن يواصل "أسود الأطلس" عروضهم القوية، ويحسموا بطاقة التأهل إلى مونديال 2026 في أقرب فرصة ممكنة، ليواصلوا رفع راية الكرة المغربية عاليًا على الساحة الدولية.