اعذروا "سليمان الريسوني" فالعطالة تفعل الأفاعيل في الأشخاص

سمير الحيفوفي
اعذروا "سليمان الريسوني" فالعطالة تفعل الأفاعيل في الأشخاص، وفضلا عن عطالته فهو يمني النفس بالسفر إلى كندا بملف لجوء سياسي، ولذلك تراه يعض اليد التي انتشلته من غياهب السجن، حتى يدمغ للسلطات الكندية، أنه مضطهد متى هبت أقلام أبناء الوطن تنهره وتزجره نظير ما يقترفه.
ومنذ أن غادر "سليمان الريسوني" السجن بعد عفو ملكي أسبغه عليه ملك البلاد، في الذكرى الـ25 لعيد العرش المجيد، لم يبادر كغيره من المعفى عنهم ليجد له سبيلا إلى الحصول على الرزق، بل لجأ إلى "فايسبوك"، وقد نذر حائطه ليكون منصة للتهجم على كل المؤسسات في هذا الوطن، وليكون بوقا لخصومه مثل المارقين "إغناسيو سومبريرو" و"فرانسنيكو كاريون".
فماذا يريد "سليمان الريسوني"، الذي سقط في فخ الغواية، وعشقه للرجال والغلمان، حتى اقتيد للسجن بناء على شكاية، تندرج ضمن الحق العام؟ إنه يريد أن ينتزع بالقوة صفة "الصحفي المناضل"، الذي سجن بسبب كتاباته لا بسبب جهازه التناسلي، فكان أن جعل من نفسه قمعا تمر منه كل السموم التي يبغي أعداء الوطن دسها فيه.
وإذ عانى "سليمان الريسوني" من العطالة القاتلة، بعدما انفض من حوله النافخون في النار، من سقط المتاع، وذهب كل إلى حال سبيله، وإلى الدروب التي يعتاشون منها، فإنه ارتأى أن لا مكان له في وطن انفضح فيه، وتشوهت فيه سمعته، وانكشف فيه أنه مجرد لاهٍ عابث، وقد سقط سقطة لا يسقطها إلا أمثاله، فقرر السفر إلى كندا، لكن بأي ثمن؟
ولقد أشار البعض على "سليمان الريسوني" بإنجاز ملف يدفع به لدى السلطات الكندية، حتى يتمكن من السفر إليها، بعد أن يوهمها بأنه مطارد في المغرب وبأنه حياته في خطر لكونه "صحفي" يقف الزمن متى كتب، وتنقلب الأوضاع متى انتقد، وتقوم الدنيا ولا تقعد لأنه وضع قلمه في محبرته.
لكن، تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، وكما أن سفره إلى تونس، الذي اندرج ضمن سعي لإنجاز ملف اللجوء السياسي، فشل، لكون حججه واهية، وإسناداته موضوعة مكذوبة، فإنه قرر التوغل في التهجم على الوطن واستهداف مؤسساته، ليعضد هذه الحجج متى تم التصدي إليه، وليفحم الكنديين بأنه فعلا في خطر والعيش في المغرب لا يطاق، كما يدعي.
ويبدو أن "سليمان الريسوني"، يظن فعلا أن للمغاربة ذاكرة سمكة، والحال أن لهم نصيب أوفر من ذاكرات الفيلة، فهم حتما يعرفونه الآن حق المعرفة، اعتبارا لما اقترفه في حق الشاب "آدم"، الذي كسر طوق الصمت، وراجع العدالة ليقتص منه، حينما عنت له فكرة مواقعته في شقته التي دعاه إليها تحت غطاء التحضير لوثائقي عن المثلية.
وإذ تصدر الضحية للمغرِّر به بكل ما أوتي من قوة، فإنه استطاع أن يزج به في السجن، بإثباتات أكدت ما جاء في شكايته، فانكسرت، في لحظة، الهالة التي ظن "سليمان الريسوني"، أنها تحيط به، وربطه المغاربة حيثما يستحق، وصنفوه داعرا مريضا جنسيا، وهو أمر حزَّ في خاطره، وزاد عليه أن المجتمع لفظه ولم يجد له مورد رزق فقرر أن يكفر بكل شيء، ويؤمن بأنه الأصلح الوحيد بين الجميع، وهي كذبة أخرى تتملكه ويصدقها رأسه فقط، بينما الحقيقة جلية ولا غبار عليها.