لشكر ينتقد التسابق الانتخابي المبكر بين أحزاب الأغلبية

في مشهد يعكس تصاعد التوترات داخل المشهد السياسي المغربي، وجّه إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، مساء اليوم الأربعاء، انتقادات حادة لما وصفه بالتسابق المبكر بين أحزاب الأغلبية، التي تسعى لضمان مواقع متقدمة في انتخابات 2026، بدل التركيز على القضايا الجوهرية التي تمس المواطن المغربي.
خلال لقاء صحفي عقده في مقر الحزب بالرباط، لم يتردد لشكر في التعبير عن استيائه مما اعتبره انحرافًا عن الأولويات الحقيقية للبلاد، مشددًا على أن المنافسة السياسية يجب أن تكون قائمة على أسس متكافئة، مع ضرورة وضوح الأجندة الانتخابية، خاصة فيما يتعلق بالتقطيع الانتخابي.
هذه النقطة أثارت اهتمامه بشكل خاص، حيث أكد على أهمية خلق بيئة سياسية عادلة تتيح فرصًا متساوية للجميع.
أما فيما يخص موقف الاتحاد الاشتراكي من الانضمام إلى الحكومة، فقد بدا لشكر حاسمًا وواضحًا في رؤيته.
فبالنسبة له، أي حزب سياسي مسؤول لا يمكنه أن يظل في موقع المتفرج، بل يجب أن يسعى إلى التواجد داخل السلطة لتطبيق برامجه وتحقيق وعوده الانتخابية.
رغم اتخاذ الاتحاد الاشتراكي موقع المعارضة خلال هذه الولاية، إلا أن لشكر شدد على أن حزبه لم يمارس معارضة عمياء أو مطلقة، بل انتهج مقاربة نقدية بناءة، حيث كان دائمًا في موقع اقتراح حلول ومبادرات تعكس مصلحة المواطن، بعيدًا عن أي صراعات أو حسابات سياسية ضيقة.
هذا النهج، حسب تعبيره، يعكس مسؤولية الحزب تجاه القضايا الوطنية الكبرى، ويؤكد أن السياسة ليست ميدانًا لتصفية الحسابات بقدر ما هي وسيلة لخدمة المغاربة وضمان مستقبل أفضل لهم.
في سياق حديثه عن الأوضاع الراهنة، لم يُخفِ لشكر قلقه إزاء التحديات التي تواجه المغرب، معتبرًا أن الوضع الحالي ليس مثاليًا، رغم بعض المكتسبات التي تحققت.
وأشار إلى أن تنظيم كأس العالم 2030 يجب ألا يُنظر إليه كهدف في حد ذاته، بل كفرصة ذهبية لتسريع عجلة التنمية.
بهذه التصريحات، وجه لشكر رسائل مباشرة إلى مختلف الفاعلين السياسيين، مفادها أن المنافسة الحقيقية لا يجب أن تكون حول المقاعد والمناصب، بل حول تقديم حلول حقيقية للمشاكل التي تواجه المواطنين.
وبينما يقترب الاستحقاق الانتخابي المقبل، يبدو أن المشهد السياسي المغربي مقبل على مزيد من الحراك والنقاشات الساخنة حول مستقبل البلاد ومسارها الديمقراطي.