رغم الانتقادات.. الركراكي يواصل تحطيم الأرقام القياسية مع أسود الأطلس

يواصل وليد الركراكي، مدرب المنتخب المغربي، تحقيق الإنجازات وكتابة التاريخ مع "أسود الأطلس"، رغم الانتقادات التي تطاله من بعض الجماهير والمحللين.
فبعد فوزه الأخير على منتخب تنزانيا في تصفيات كأس العالم، عزز المدرب المغربي سلسلة أرقامه القياسية، مؤكدًا مكانته كواحد من أفضل المدربين في تاريخ الكرة المغربية.
منذ تسلمه قيادة المنتخب، استطاع الركراكي أن يحقق إنجازًا غير مسبوق، حيث أصبح أول مدرب مغربي يهزم منتخبًا إفريقيًا في ثلاث مباريات رسمية متتالية، دون أن تستقبل شباك فريقه أي هدف.
البداية كانت بانتصار خارج الديار على تنزانيا بهدفين دون مقابل، ثم تأكيد التفوق خلال كأس الأمم الإفريقية 2023 بفوز ساحق بثلاثية نظيفة، قبل أن يكرر الانتصار مجددًا في التصفيات المونديالية بهدفين نظيفين في وجدة.
تنزانيا لم تكن الضحية الوحيدة في سلسلة نجاحات الركراكي، إذ حقق المدرب المغربي انتصارات متتالية على منتخبات إفريقية أخرى، مثل زامبيا، لوسوتو، إفريقيا الوسطى، والغابون، حيث فاز على كل منها مرتين.
لكن بالمقابل، تبقى جنوب إفريقيا العائق الأصعب بالنسبة له، بعدما واجهها مرتين رسميًا وخسر في كلتيهما، وهي الهزيمتان الوحيدتان له إفريقيًا منذ تعيينه.
على مستوى الأرقام العامة، واصل الركراكي تسجيل أرقام لافتة، حيث حقق 25 انتصارًا من أصل 34 مباراة قاد فيها المنتخب المغربي، ليصبح بذلك أسرع مدرب يصل إلى 20 فوزًا في أول 30 مباراة مع "أسود الأطلس".
كما نجح في تحقيق 11 انتصارًا متتاليًا في المباريات الرسمية، وهو إنجاز غير مسبوق في تاريخ المنتخب المغربي، ما يعكس استقرار الفريق تحت قيادته.
وعلى نطاق أوسع، بات المنتخب المغربي ضمن قائمة المنتخبات الأكثر فوزًا عالميًا في السنوات الأخيرة، حيث حقق 51 انتصارًا في 68 مباراة خاضها خلال آخر خمس سنوات، وهو رقم لا يتفوق عليه سوى المنتخب الأرجنتيني، بطل العالم، الذي سجل 51 انتصارًا في 62 مباراة فقط خلال نفس الفترة.
ورغم هذه الإنجازات المبهرة، لا يزال الركراكي يواجه بعض الانتقادات من الجماهير المغربية، التي ترى أن الأداء التكتيكي للمنتخب لا يزال غير مقنع، وأن المدرب لم يجد بعد التوليفة المثالية التي توازن بين المهارات الفردية والنهج الجماعي.
ومع اقتراب كأس أمم إفريقيا 2025، التي ستقام في المغرب، تزداد الضغوط على الركراكي، حيث يأمل المغاربة في تحقيق اللقب القاري بعد غياب طويل عن منصات التتويج الإفريقية.
ما بين الأرقام التاريخية والانتقادات المستمرة، يبقى وليد الركراكي في قلب الجدل، لكنه يواصل تحقيق الانتصارات، في انتظار الاختبار الأكبر الذي قد يكون حاسمًا في تحديد مكانته ضمن قائمة أعظم المدربين في تاريخ الكرة المغربية.