منتزهات الدار البيضاء في قلب رهان الجهات المنتخبة لاستقطاب الساكنة خلال العيد

تراهن جماعة الدار البيضاء خلال عيد الفطر على استقطاب الساكنة إلى المنتزهات والمساحات الخضراء، في خطوة تهدف إلى توفير فضاءات ترفيهية تستجيب لحاجيات المواطنين وتساهم في تحسين جودة الحياة الحضرية.
العيد ليس فقط مناسبة دينية، بل هو أيضًا لحظة استثنائية تجمع العائلات وتمنح الفرصة للاستمتاع بالأجواء الطبيعية وسط زحمة الحياة اليومية.
وتعد الدار البيضاء القلب الاقتصادي النابض للمغرب، مدينة ديناميكية لا تهدأ، حيث يفرض التطور العمراني السريع تحديات بيئية متزايدة. ومع ذلك، ظهرت مبادرات طموحة لتعزيز المساحات الخضراء وتحقيق توازن بين التوسع الحضري والاستدامة البيئية.
هذه الرؤية تجسدت على أرض الواقع من خلال مجموعة من الحدائق والمنتزهات التي أضحت متنفسًا لسكان العاصمة الاقتصادية، في عدد من المقاطعات
وتوفر المدينة أكثر من 130 هكتارًا من المساحات الخضراء، تديرها شركة الدار البيضاء للبيئة، موزعة على عدة مواقع جذابة.
من أبرزها ساحة الراشيدي، المعروفة باسم "نيفادا"، التي توفر 4000 متر مربع لمحبي التزلج في قلب المدينة.
كما يُعد الممشى الساحلي، الممتد على أكثر من 5 كيلومترات بمحاذاة المحيط الأطلسي، وجهة مثالية لمحبي الجري، وركوب الدراجات الهوائية، والتنزه في الهواء الطلق.
حديقة الجامعة العربية، التي تمتد على مساحة 30 هكتارًا، تعتبر واحدة من أكبر المنتزهات الحضرية في إفريقيا، ما يجعلها وجهة مفضلة للعائلات الباحثة عن الراحة والاستجمام.
ومن بين الفضاءات الأخرى التي تتيح تجربة طبيعية مميزة، منتزه بشار الخير في الحي المحمدي، الذي يعد واحة خضراء داخل المدينة، إذ يضم أكثر من 1100 شجرة و20 نوعًا مختلفًا من النباتات، إلى جانب فضاءات ترفيهية ورياضية متنوعة تلبي مختلف الأذواق.
الهضبة الخضراء بسيدي مومن قصة نجاح بيئية بامتياز، حيث كانت في الماضي مطرحًا عشوائيًا للنفايات قبل أن تتحول إلى متنزه إيكولوجي على مساحة 12 هكتارًا.
وتضم الحديقة 32 نوعًا من النباتات وتغطي المساحات الخضراء 58% من إجمالي مساحتها، مما يجعلها نموذجًا حقيقيًا لإعادة التهيئة البيئية. أما منتزه القدس بسيدي البرنوصي، فيتميز بمناظره الخلابة التي تجذب الزوار خلال العيد.
مع حلول يوم غد الاثنين، أول أيام عيد الفطر، يجد البيضاويون أنفسهم أمام خيارات متعددة لقضاء أوقات ممتعة والاستجمام رفقة العائلة والأصدقاء.
سواء كان ذلك عبر التجول في المنتزهات، أو ممارسة الأنشطة الرياضية، أو مجرد الاسترخاء وسط المساحات الخضراء، فإن المدينة توفر بيئة مناسبة للجميع للاحتفال بهذه المناسبة في أجواء طبيعية مميزة.
في صميم هذه الجهود، تقف نبيلة الرميلي، عمدة الدار البيضاء، إلى جانب الجهات المنتخبة على مستوى المقاطعات التي تبنت مشاريع طموحة لجعل المدينة أكثر اخضرارًا واستدامة.
هذه الرؤية تتجاوز مجرد إنشاء الحدائق، بل تهدف إلى ترسيخ ثقافة بيئية جديدة تجعل المساحات الخضراء عنصرًا أساسيًا في تخطيط المدينة.
فمع توسع الفضاءات الطبيعية وتحسين البنية التحتية، بات بإمكان البيضاويين الاستمتاع بعيد لا يقتصر فقط على التجمعات العائلية، بل يشمل أيضًا تجربة بيئية فريدة تعزز علاقتهم بالمدينة والطبيعة.