600 مليون درهم لربط الطرق نحو ملعب الحسن الثاني.. خطوة استراتيجية نحو مونديال 2030

الكاتب : انس شريد

01 أبريل 2025 - 10:00
الخط :

يواصل المغرب تعزيز استعداداته لاستضافة كأس العالم 2030 من خلال مشاريع ضخمة تهدف إلى تحسين البنية التحتية الرياضية وتسهيل الوصول إلى الملاعب.

في هذا الإطار، تم تخصيص ميزانية تناهز 600 مليون درهم لربط الطرق المؤدية إلى ملعب الحسن الثاني الكبير ببنسليمان، وهو مشروع استراتيجي يندرج ضمن رؤية المملكة لتطوير مرافقها الرياضية وفقًا للمعايير الدولية.

هذا الاستثمار الهائل يعكس التزام المغرب بتقديم تجربة استثنائية للمنتخبات والجماهير خلال البطولة العالمية.

وتتوزع الأشغال على أربعة مقاطع رئيسية تشمل تثليث الطريق الإقليمية 3308 بين بدال شرق المحمدية والطريق الوطنية رقم 1، مع إنشاء ممر تحت أرضي عند الملتقى الشمالي للبدال، مما يهدف إلى تخفيف الازدحام وضمان انسيابية الحركة المرورية.

بالإضافة إلى ذلك، سيتم تثنية مقطع الطريق الإقليمية 3323 عند بدال بوزنيقة، وتثنية الطريق الإقليمية 3304 بين الطريق الجهوية 322 والطريق الوطنية رقم 1، مع إنشاء بدال جديد نحو المنصورية، كما سيتم تمديد الطريق الإقليمية 3304 إلى الطريق الجهوية 313 مع إحداث ممر تحت أرضي عند تقاطع الطرق لضمان تدفق سلس للحركة.

ويهدف المشروع الذي يخضع لإشراف الشركة الوطنية للطرق السيارة إلى توفير بنية تحتية متينة ومستدامة تستجيب لمتطلبات الفيفا والمواصفات التقنية العالمية.

وتقدر التكلفة الإجمالية للمقاطع الأربعة بنحو 28.67 مليون درهم للمقطع الأول، و143.8 مليون درهم للمقطع الثاني، و183.1 مليون درهم للمقطع الثالث، و249.64 مليون درهم للمقطع الرابع، وهو ما يعكس حجم الإنفاق الكبير الذي خصص لهذا المشروع الطموح.

الاهتمام الكبير الذي يوليه المغرب لهذا المشروع يأتي في سياق ترشيحه المشترك مع إسبانيا والبرتغال لاستضافة كأس العالم 2030، حيث تم إدراج ملعب الحسن الثاني الكبير ضمن قائمة الملاعب المرشحة لاستضافة المباريات الكبرى، بما فيها المباراة النهائية التي يتنافس على احتضانها مع ملعبي سانتياغو برنابيو وكامب نو في إسبانيا.

ويعكس اختيار هذا الملعب ضمن الملاعب الرئيسية ثقة الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" في قدرة المغرب على تقديم منشآت رياضية بمعايير عالمية.

وتسير الأشغال الجارية في ملعب الحسن الثاني ببنسليمان بوتيرة متسارعة، حيث يُنتظر أن يكون أحد أكبر الملاعب في العالم بسعة تصل إلى 115 ألف متفرج. تصميم الملعب مستوحى من التقاليد المغربية، حيث يجسد مفهوم "الموسم"، وهو تجمع اجتماعي مغربي تقليدي، ويبدو الهيكل المعماري وكأنه خيمة ضخمة تمتد وسط طبيعة غابية ساحرة، مما يعكس تزاوج الحداثة مع الأصالة المغربية.

من المرتقب أن يكون الملعب متوافقًا مع معايير الفيفا، مما يجعله مؤهلًا لاستضافة مباريات المونديال، بل وحتى النهائي.

لا تتوقف التحضيرات عند بناء الملاعب فقط، بل تمتد لتشمل تحسين شبكة الطرق وتطوير وسائل النقل، حيث أطلقت الشركة الوطنية للطرق السيارة طلب عروض دوليًا مفتوحًا لإنجاز أشغال ربط الملعب بالشبكة الطرقية، ومن المنتظر أن يتم فتح الأظرفة في 8 ماي المقبل.

هذه المشاريع الكبرى تعكس الرؤية الاستراتيجية للمغرب في أن يصبح مركزًا رياضيًا عالميًا قادرًا على استضافة أبرز الأحداث الرياضية الدولية.

ويعكس الاستثمار الضخم الذي يضخه المغرب في بنيته التحتية الرياضية والنقل التزامه بتقديم نسخة استثنائية من كأس العالم، حيث يضع نصب عينيه توفير تجربة سلسة ومريحة للجماهير والفرق الرياضية.

هذا المشروع لا يقتصر على كأس العالم فقط، بل يهدف أيضًا إلى تعزيز التنمية المحلية وتحسين جودة الطرق والمواصلات، مما يجعل هذا الاستثمار ذا أبعاد استراتيجية تمتد لما بعد المونديال.

هذا التوجه يجعل المغرب واحدًا من أبرز الوجهات الرياضية في العالم، ويؤكد مكانته كمضيف قادر على تنظيم أحداث رياضية عالمية بمستوى راقٍ يليق بسمعته الدولية المتنامية.

آخر الأخبار