"هشام جيراندو".. الخائن الذي يستجدي الصفح بانتحال صفة المدافع عن الملكية

سمير الحيفوفي
استنفذ الخائن النصاب "هشام جيراندو" جهوده وهو يصارع الوهم محاولا تأليب المغاربة على وطنهم وملكهم، ولما استيأس وبلغ مآلا غير ما كان يريد ويبغي، ها هو الآن ينقلب على نفسه، ويحاول أن يوهم الجميع أنه مع الوطن ومع الملك، وكأن به ليس في الأرشيف ما يكشف معدنه الصديء، وبأنه خائن وضيع.
وإذ ضاقت كندا بما رحبت على الخائن النصاب الذي يستشعر سقوطه الوشيك، فقد انقلب على نفسه، وبعدما كان يفتري ويهاجم الوطن ومؤسساته ومواطنيه، فإنه الآن وقد تخالفت أضلعه بين مطرقة العدالة المغربية التي تطارده وسندان العدالة الكندية التي تدنو منه، يريد أن يقنع المغاربة أن قلبه معهم وعليهم، لكن هيهات.
وهيهات أن يكون المغاربة سذجا، مثلما يظن الخائن النصاب، وإذ نضب ثدي التشهير والابتزاز، الذي ظل يرضع منه، بتجنيده لأفراد شبكة كان يسخرهم لقضاء أغراضه الدنيئة ويلملمون المال له ليعيش على لواعج وآلام ضحاياه من الذين يستهدفهم، فإن الجميع يعلم هذا الأمر، ويعون جديا أن انقلابه على نفسه إنما جاء قسرا وقهرا لا طواعية.
وشتان بين الاختيار والاضطرار، فكما كان للنصاب "هشام جيراندو"، أن اختار شن حرب دعائية شعواء ضد وطنه ومؤسساته ومواطنيه، واختار الارتماء في أحضان "كابرانات" النظام العسكري الجزائري، الذين يناصبون المملكة العداء، فإنه الآن مضطر، بعد الحصار، لمحاولة تبييض سجله القذر وتجميل وجهه البشع بعدما اصطدمت آماله ومن كانوا يمولون حملاته المغرضة، بصخرة الحقيقة.
وليست الحقيقة التي كان تسطع شمسها أمام الخائن النصاب، غير أن المغاربة أفذاذ يفهمونها وهي "طايرة"، فهم يستطيعون التمييز بين الشيء ونقضيه وقبل كل شيء بين الوطني الغيور وبين الخائن الذي يستجدي الصفح والإلحاق بصف الوطن بعدما لفظه من تجاسر بهم يوما ضد الوطن ومؤسساته، وبعدما أصبح يحس بنفسه قريب الوقوع في يد العدالة ليؤدي ما في ذمته لها.
وإلى أمس قريب كان الخائن النصاب يظن نفسه حصينا هناك في كندا، بعيدا من أن تطاله يد العدالة لتقتص منه، لكن الدوائر دارت وشيئا فشيئا اقتنع أن نهايته قد أزفت، وبأنه ليس في جعبته، من شيء غير محاولة استمالة المغاربة وإقناعهم بأنه منهم ومعهم يذود عن الوطن والملك.
ولم يرتب الخائن النصاب أو يساوره شك في أنه قد يدلس على المغاربة، في إسقاط سافر منه لشرذمة من الذي كانوا يطبلون له طمعا من أنفسهم، وبغضا منهم للوطن ومؤسساته ورجالاته الأشاوس، وكما هللوا له بمنطق عبارة "آلي السي إبراهيم" الشهيرة، ها هو الآن قد سقط وتخلوا عنه، ووجد نفسه بارد الأكتاف وحيدا يريد النفاذ بجلده.
ولم يعد الخائن النصاب ذلك "المواطن الكندي" الذي يتبجح بجواز سفر البلد الذي هرب إليه، وعلى حين غرة أصبح مغربيا ينام ويستفيق على هموم الوطن، ويستبد به هاجس الدفاع عن الملكية والملك، وهو الذي يحبل أرشيفه بمواقف الخسة والنذالة التي سجلها ضد المؤسسة التي يلتئم حولها المغاربة جميعا.
وتكفي نقرات على الأنترنيت لاستجلاء انقلاب النصاب الخائن على نفسه، فهو من استباح لنفسه، مرارا وتكرارا، أن يستهدف الملكية بأطروحات أعداء الوطن، وهو من لاك هؤلاء بفمه كلاما غليظا، فوصف النظام المغربي بـ"الديكتاتوري" ولم ينس أمرا شائنا إلا وألصقه بالملكية وخدامها الأوفياء.
إن في الأرشيف ما يسيء النصاب الخائن، وما يحيل على غبائه الباعث على السخرية، فقد ذهبت به الظنون إلى أنه قد ينفذ بجلده وقد يستمر في الكذب ويجد دوما من يصدقه، وغاب عنه أن خيانته مدموغة في سجله، وقبل كل شيء الملكية ليست في حاجة لدفاعه عنها ولا هم يحزنون، فالكل ها هنا يؤمن بشعار خالد واحد "الله الوطن الملك" ولا عزاء للخونة.