مراحيض الدار البيضاء خارج الخدمة.. أموال مهدورة وغضب متصاعد

الكاتب : انس شريد

03 أبريل 2025 - 09:30
الخط :

في قلب مدينة الدار البيضاء، حيث الحركة لا تهدأ والزخم العمراني في تصاعد مستمر، تتجلى معاناة المواطنين أمام مشهد غير متوقع: مراحيض عمومية حديثة لكن أبوابها مغلقة.

هذه المرافق، التي كان من المفترض أن تخفف من معاناة السكان والزوار، لا تزال خارج الخدمة، ما أثار موجة استياء واسعة، خصوصًا مع اقتراب استضافة المدينة لفعاليات رياضية كبرى، أبرزها كأس إفريقيا للأمم 2025.

المشروع الذي كلّف خزينة المجلس الجماعي 11.5 مليون درهم، ضمن اتفاقية لإنشاء 60 مرحاضًا عموميًا، لا يزال يراوح مكانه، وسط تساؤلات حول أسباب التأخير رغم انتهاء عمليات التثبيت.

ورغم تأكيدات العمدة نبيلة الرميلي على مجانية الاستخدام وتكليف شركة "كازا بيئة" بتسيير هذه المرافق، فإن الواقع يُشير إلى أن الاستفادة منها لا تزال بعيدة المنال.

السكان الذين استبشروا خيرًا بظهور هذه المراحيض في المشهد الحضري، وجدوا أنفسهم أمام منشآت مغلقة، بينما الحاجة إليها تزداد يومًا بعد يوم، خاصة لكبار السن والمرضى.

وقد أدى هذا التأخير إلى نقاش واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تساءل المواطنون عن المسؤول الحقيقي عن هذا التعطيل، وسط مطالبات بضرورة الشفافية والمحاسبة.

ما يزيد من حدة الغضب، هو تعرض بعض هذه المراحيض لأعمال تخريب وسرقة، ما يُثير إشكالية أعمق حول الوعي بأهمية الممتلكات العامة، ومدى قدرة السلطات على حمايتها من العبث والإهمال.

وفي هذا السياق، يرى متابعو الشأن المحلي أن هذه المشاريع لا تقتصر فقط على تحسين الخدمات، بل تمتد إلى تعزيز صورة المدينة أمام زوارها.

المعضلة لا تتوقف عند البنية التحتية غير المستغلة، بل تمتد إلى تساؤلات جوهرية حول الكفاءة الإدارية ومدى جاهزية المدينة لاستقبال الفعاليات الكبرى.

ففي الوقت الذي يُسابق فيه المسؤولون الزمن لتحسين الشوارع والبنية التحتية استعدادًا لكأس إفريقيا، يظل ملف المراحيض العمومية شاهدًا على تناقضات تعكس تحديات التدبير المحلي.

مع ارتفاع حدة الانتقادات، تبقى آمال السكان معقودة على إيجاد حل سريع لهذه الإشكالية، وضمان تشغيل هذه المرافق في أقرب الآجال، خاصة وأنها تُعد جزءًا أساسيًا من متطلبات الحياة الحضرية الكريمة.

ومع تزايد الضغط الشعبي، لا شك أن الجهات المعنية ستضطر إلى التحرك عاجلًا لتفادي المزيد من الغضب، في وقت تحتاج فيه الدار البيضاء إلى تحسين صورتها كمدينة حديثة ومتطورة تستقبل العالم بأفضل وجه ممكن.

آخر الأخبار