في الوقت الذي كان أنصار الرجاء الرياضي يترقبون بوادر انفراج مالي يخرج الفريق من دوامة الأزمات المتلاحقة، جاءت صفعة جديدة من الاتحاد الدولي لكرة القدم لتزيد من تعقيد المشهد وتعمق حجم المأزق الذي يعيشه النادي.
الحكم الصادر لصالح المدرب البوسني روسمير سفيكو، الذي سبق له الإشراف على العارضة الفنية للفريق الأخضر، جاء بمثابة ناقوس خطر جديد ينذر بأن الأزمة أكبر مما تبدو عليه، وبأن الملفات العالقة لا تزال مفتوحة على مصراعيها، في غياب حلول حقيقية ومستدامة.
وحصل المدرب زفيكو على حكم نهائي من لجنة النزاعات بـ"فيفا" يُلزم الرجاء بأداء حوالي 70 مليون سنتيم، مع إضافة 5 بالمائة كغرامة مالية عن كل تأخير في الأداء، ما يعني أن قيمة المبلغ مرشحة للارتفاع بشكل تلقائي كلما طال أمد السداد.
هذه المستحقات تخص رواتب ثلاثة أشهر ومنحة التأهل إلى دور مجموعات دوري أبطال إفريقيا والتي قُدرت بـ10 ملايين سنتيم، بناء على اتفاق سابق تم توقيعه لحظة فسخ العقد بين الطرفين.
ما يجعل هذا الحكم أكثر إيلاماً ليس فقط قيمته المالية، بل توقيته، إذ يأتي في ظرفية حرجة يعيش فيها الرجاء تحت ضغط كبير بسبب تراكم الأحكام النهائية التي وضعت النادي في قلب أزمة قانونية خانقة، أدت إلى فرض عقوبة المنع من التعاقدات.
كل هذا يجعل الكرة في ملعب المكتب الحالي، الذي يجد نفسه أمام واقع معقد يتطلب جرأة وشجاعة حقيقية للخروج من المأزق، لا مجرد مسكنات ظرفية أو وعود استهلاكية اعتاد الجمهور سماعها دون رؤية نتائج ملموسة.
وبات المكتب المسير برئاسة بوشعيب بيروان ومن معه، بات مطالباً بأكثر من مجرد تصريحات إعلامية أو محاولات تلميع الصورة، فالأمر يتعلق اليوم بمصير نادٍ عريق، وتاريخ رياضي كبير يُهدده الإفلاس بصمت.
ووفقا لعدد من التقارير فإن يون الرجاء تجاوزت حاجز مليار و400 مليون سنتيم، رقم مخيف يعكس عمق الانهيار المالي الذي بلغته المؤسسة، ويطرح أكثر من علامة استفهام حول آليات التدبير السابقة، ومدى قدرة المجلس الحالي على التعامل مع هذه الإرث الثقيل.
ولم تعد الجماهير الرجاوية، تطالب بالألقاب أو التتويجات بقدر ما تطمح اليوم لرؤية مؤشرات الإنقاذ الحقيقي، وتفعيل آليات الحكامة والشفافية داخل النادي، ووقف نزيف النزاعات القانونية التي تُثقل كاهل الفريق وتُكبله في سوق الانتقالات.
الأصعب من تقلد المسؤولية هو أداؤها بما يليق باسم الرجاء الرياضي وتاريخه، لأن إدارة الأزمة تتطلب كفاءة أكثر من الشعبية، ورؤية استراتيجية تتجاوز حدود الموسم الواحد.
ويقف الرجاء اليوم على حافة هاوية مالية، ويحتاج إلى تحرك عاجل قبل أن تتحول الأزمة إلى كارثة تمنعه مجددا من ابرام تعاقدات في الميركاتو.