المغرب التطواني يُفجر مفاجأة مدوية ويقصي الوداد من كأس العرش
في أمسية كروية مشتعلة بملعب سانية الرمل بتطوان، كتب فريق المغرب التطواني صفحة جديدة في تاريخه، بعدما أطاح بأحد أكبر الأسماء في الكرة الوطنية، الوداد الرياضي، وانتزع بطاقة العبور إلى ربع نهائي كأس العرش بهدف دون رد.
المباراة لم تكن سهلة، ولم يكن الانتصار وليد الصدفة، بل جاء بعد تسعين دقيقة من الصبر، الانضباط، واللعب على التفاصيل الصغيرة التي تصنع الفارق في مثل هذه المواجهات الحاسمة.
منذ انطلاقة اللقاء، بدا واضحًا أن الوداد جاء بنية الحسم السريع، مستحوذًا على الكرة، ضاغطًا في كل أرجاء الملعب، ومحاولًا الوصول إلى شباك حارسه السابق أحمد رضا التكناوتي الذي وجد نفسه في قلب معركة قديمة بحلة جديدة.
فرص كثيرة خلقها الفريق البيضاوي، وتحركات نشطة من مهاجميه أربكت الدفاع التطواني في أكثر من مناسبة، غير أن اللمسة الأخيرة كانت تائهة، والفعالية الهجومية غائبة عن المشهد.
في المقابل، بدا المغرب التطواني متحفظًا في انطلاقته، وكأنه يراقب إيقاع المباراة بحذر شديد، مكتفيًا ببعض المرتدات الخجولة التي لم تُزعج دفاع الوداد بالشكل المطلوب.
لكن ما لم يظهر على سطح الميدان كان يجري بهدوء في العمق، حيث انشغل الفريق المحلي بتثبيت خطوطه وتنظيم نفسه دفاعيًا، منتظرًا اللحظة التي قد يُصاب فيها الخصم بالتراخي أو التسرع.
وحمل الشوط الثاني نفس الإيقاع تقريبًا، استحواذ ودادي، حركية هجومية على الأطراف، وضغط مستمر على معترك التطوانيين، دون أن يُترجم هذا التفوق إلى نتيجة. تغييرات المدرب رولاني موكوينا لم تأت بالجديد، ورغم ضخ دماء جديدة في الخط الأمامي، ظل الأداء الودادي باهتًا، وكأن الفريق يلعب بنصف قلب.
ومع مرور الوقت، بدأت علامات الإرهاق الذهني تظهر، وبدأت الثغرات تظهر في الخط الخلفي.
واستغل المغرب التطواني هذه اللحظة تحديدًا ليفرض نفسه بقوة، ويقلب الموازين بتسديدة قوية ومباغتة من القائد أيوب لكحل في الدقيقة الثمانين، سكنت شباك الوداد وأشعلت المدرجات فرحًا ودهشة.
هدف جاء عكس مجريات اللعب، لكنه كان نتيجة ذكاء تكتيكي وصبر طويل، وأعطى للمباراة طعمًا آخر.
بعد الهدف، حاول الوداد العودة في النتيجة، فاندفع بكل ثقله نحو الأمام، لكن التنظيم الدفاعي المحكم للفريق التطواني والحضور الذهني للاعبيه حال دون أي تعديل.
ثوانٍ ثقيلة مرت على الجماهير الحمراء، ودقائق عصيبة عاشها لاعبو المغرب التطواني، قبل أن يُطلق الحكم صافرة النهاية، مُعلنًا تأهل “الماط” إلى الدور الموالي من المسابقة، ضاربًا موعدًا مع الفائز من مواجهة حسنية أكادير وأولمبيك خريبكة.
