عندما كسر "المعطي منجب" إضرابه عن الطعام بطاجين ألحقه بما التهمه من أموال محرمة

الكاتب : الجريدة24

06 أبريل 2025 - 03:00
الخط :

 

سمير الحيفوفي
هل يعلم المتباكون مع "المعطي منجب"، الذي أعلن إضرابه عن الطعام، أنه ازدرد طاجينا وملأ كرشه بالخضار، وانقلب متخوما يبحث عن مكان يهجع إليه، بعدما أثار جعجعة واستأنس إلى أنها لم تنفع في وجه القانون الذي يسري عليه ويمنعه من السفر لتورطه في جرائم أموال محظورة بنص صريح؟

وكما أعلن "المعطي منجب" أنه شبع بتناوله طاجينا كسر به إضرابه عن الطعام، فإنه لا تزال في ذمته جملة أجوبة عن أسئلة كثيرة، وفي تفاصيلها شياطين وعفاريت كثرة تنط هنا وهناك، بما يجعله يضرب صفحا عن الكلام، متى ألقيت عليه أسئلة بشأنها، ويتهرب من الرد عليها متى تناهت إلى مسامعه.

وبصرف النظر عن الطاجين النباتي الذي أفرغه "المعطي منجب" في بطنه، فهناك أموال كثيرة أيضا، التهمها، ومثلما أقر بذلك، فهو ملزم بأن يقر أمام وحدة معالجة المعطيات المالية المكلفة بمواجهة جرائم غسيل الأموال، ولمحكمة جرائم الأموال بالرباط، بكل ما تحوزه من أموال نظير تورطه في جرائم تتعلق بغسيل الأموال.

ولمن لا يعرف، فـ"المعطي منجب" يمتلك ثمانية أرصدة بنكية، ومنها رصيدان في اسم "مركز ابن رشد للدراسات والتواصل"، وهو أمر يبعث على الريبة والشك، فكيف لأستاذ جامعي أن يمتلك هذا الكم الهائل من الأرصدة البنكية، إن لم يكن في القضية إنَّ؟، وهي الـ"إنَّ" التي جعلته محط متابعة قضائية، وأقر بالقانون منعه من السفر لحين كشف ما في جعبته.

ولربما "المعطي منجب"، ملزم في إطار "شفافيته" مع رفاقه الذين هبوا إليه، بعدما أعلن إضرابه عن الطعام، أن يدلي لهم بما يفيد بخصوص إبرامه لـ"عقود الاشتراك في الودائع لأجل"، بشكل مفرط، وقد جرى رصد 16 عملية بنكية مماثلة أجراها على الودائع المالية المنقولة في ظرف زمني قصير؟

وما لا يعلمه البعض أن "المعطي منجب" اعتاد هكذا إجراء إزاء حسابات تضخ فيها أموال خارجية عبر تحويلات أجنبية، وبذلك يتربح من الفوائد المالية التي تترتب عن ذلك، لكن كل سدنة الشر التي تساند "المؤرخ" لا تلقي بالا إلا لما يقوله ويرجف به، فهي لا تبغي للحقيقة سبيلا، بقدر ما تسعى للقلقلة.

ولم يكتف "المعطي منجب"، بالتورط وحده في الجرائم المالية وفي تلقي تحويلات أجنبية مشبوهة، فكذلك ورط معه شقيقته التي كانت تتحكم في خمسة أرصدة بنكية في وقت واحد، وحساباتها تقلت 300 مليون سنتيم، في وقت قصير، رغم أنها تشتغل مُدرّسة في محو الأمية في حضانة بمدينة ابن سليمان.

ولأجل غسيل الأموال التي تلقتها، اقتنت الشقيقة "المحظية" عقارين بقيمة مالية بلغت 110 مليون سنتيم، وهي معاملات تستدعي التدقيق من لدن أجهزة إنفاذ القانون التي يزايد عليها "المعطي منجب"، لكنها لم تثر في نفوس حوارييه أدنى شك، حتى وهم يعلمون بأن راتبه الشهر لا يكفيه ليرفل في اقتناء العقارات ويرقد على أرصدة بنكية سمينة.

فعلا في التفاصيل يكمن الشيطان، وهي تفاصيل يغفل عليها المحيطون بـ"المعطي منجب"، عنوة من أنفسهم، لأن في استجلاء أجوبة عن هذه الأسئلة، ما سيفضح المستور، ويكسر الصورة التي رسمها لهم "المؤرخ" الذي يستلذ بإغفال المدوّخين من أمثالهم، ويلهو بهم مثل الـ"كراكيز" في مسرح العرائس.

آخر الأخبار