الوداد يغلي من الداخل... اجتماع حاسم يضع مصير موكوينا على المحك

تسود حالة من الترقب والتوتر داخل أسوار نادي الوداد الرياضي، بعد الإقصاء الصادم من منافسات كأس العرش على يد المغرب التطواني، في مباراة حملت معها الكثير من الأسى وخيبات الأمل.
الهزيمة بهدف دون رد كانت كفيلة بإشعال فتيل الغضب وسط الجماهير الحمراء، التي لم تتأخر في صبّ جام انتقاداتها على المدرب الجنوب إفريقي رولاني موكوينا، الذي بات في مرمى سهام الجميع، من أنصار الفريق، إلى أعضاء المكتب المسير، مروراً بالمنخرطين الذين باتوا يطالبون، بصوت واحد، بوضع حدّ لتجربته التي لم تثمر أي نتائج تُذكر.
وقر رئيس النادي، هشام آيت منا، قرر عقد اجتماع عاجل مع المدرب في الساعات القليلة المقبلة، اجتماع يبدو أقرب إلى جلسة حسم للانفصال منه إلى فرصة لتصحيح المسار.
فالإقصاء من كأس العرش لم يكن مجرد خسارة في مباراة إقصائية، بل كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر الثقة بين المدرب ومحيط النادي، بعدما توالت النتائج السلبية، وتاهت ملامح الفريق على المستطيل الأخضر.
ووجد المدرب الذي جاء إلى الوداد حاملاً تجربة ناجحة من صن داونز، نفسه محاصراً بانتظارات كبيرة، لكنه عجز عن تقديم ما يشفع له للبقاء، رغم كل ما مُنح من صلاحيات ودعم لوجستي غير مسبوق.
وكانت الجماهير، التي لطالما كانت السند الأول للفريق، لم تُخفِ استياءها من الوضع الحالي، وعبّرت عن غضبها عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي، مطالبة برحيل فوري للمدرب، بل وذهبت إلى أبعد من ذلك، بتوجيه انتقادات لاذعة للإدارة نفسها، معتبرة أنها تأخرت كثيراً في التدخل، وأهدرت وقتاً ثميناً في الدفاع عن مشروع لم يُولد أصلاً.
وتوحي كل المؤشرات بأن استمرار موكوينا أصبح شبه مستحيل، خصوصاً بعدما اعترف بنفسه، أمام الصحافة، بمسؤوليته الكاملة في تراجع نتائج الفريق، في خطوة فسرها البعض على أنها إقرار بالعجز، أو تمهيد للرحيل بهدوء.
الوداد، الذي يحتل حالياً المركز الرابع في البطولة، يجد نفسه مطالباً بإنهاء الموسم على الأقل في المركز الثاني لضمان مشاركة قارية في دوري الأبطال، وهو الهدف الوحيد المتبقي بعد تلاشي حلم التتويج بأي لقب محلي.
كل هذا يأتي في وقت حساس، حيث يستعد الفريق أيضاً للمشاركة في كأس العالم للأندية الصيف المقبل، وهي محطة تستوجب جهازاً فنياً مستقرّاً، ومجموعة متماسكة، وهو ما يبدو بعيد المنال في ظل الوضع الحالي.
وبات القلق سيّد الموقف داخل القلعة الحمراء، والتخبط واضح في كل الاتجاهات.
الأصوات التي كانت تدافع بالأمس عن مشروع موكوينا أصبحت اليوم تطالب برحيله، والإيمان بقدرته على إحداث الفرق بدأ يتلاشى، ليحل محله شعور بالخيبة والإحباط.