الرجاء والوداد وجها لوجه.. ديربي لإنقاذ الهيبة في موسم كارثي – الجريدة 24

الرجاء والوداد وجها لوجه.. ديربي لإنقاذ الهيبة في موسم كارثي

الكاتب : انس شريد

07 أبريل 2025 - 11:50
الخط :

بينما يشدّ المغاربة الأنظار نحو ديربي الدار البيضاء المنتظر بين الرجاء والوداد، تُخيّم سحابة من الإحباط والقلق على الأجواء الكروية هذا الموسم، إذ لا تحمل المباراة صراعًا تقليديًا على الزعامة، بقدر ما تعكس مشهدًا رماديًا لموسم خرج فيه العملاقان خاليي الوفاض من كل المسابقات، ليُصبح الديربي معركة للكرامة، وفرصة يتيمة لإنقاذ ماء الوجه في موسم للنسيان.

وتتوالى الانتكاسات على الناديين بشكل غير مسبوق، وقد بلغ الأمر ذروته نهاية الأسبوع الماضي بخروج الرجاء والوداد معًا من ثمن نهائي كأس العرش، لتكون تلك القشة التي قصمت ظهر الجماهير، وأسقطت آخر ما تبقى من آمال، ودفعت بأسئلة حارقة إلى الواجهة حول أسباب التراجع الحاد في النتائج والأداء.

فالخروج المبكر من المسابقات القارية والمحلية لم يكن سوى انعكاس لسلسلة من الاختلالات التي طالت كل الجوانب، من اختيارات المدربين إلى ضعف التركيبة البشرية، مرورًا بتسيير إداري يعيش حالة من التيه والتخبط.

ولم يكن الرجاء الرياضي، أحد أقطاب الكرة الوطنية، استثناءً في موسم الخيبات.

فقد انطفأت شعلة الأمل مبكرًا بخروج الفريق من دوري أبطال أفريقيا، ثم توالت الصفعات بخسارة السباق على لقب البطولة، ليُكتب الفصل الأخير من النكسة بالخروج الصادم أمام الاتحاد الإسلامي الوجدي من كأس العرش.

ولم تكن الهزيمة الأخيرة لم تكن مجرد خسارة عابرة، بل فجّرت غضبًا جماهيريًا واسعًا، تمثل في دعوات صريحة لاستقالة المكتب المسير، وتوجيه أصابع الاتهام إلى رئيس النادي عبد الله بيراوين، الذي بات في عين العاصفة دون سند أو تبرير مقنع.

أما الوداد الرياضي، فقد اختار طريق المعاناة على طريقته، في موسم بدأ بالكثير من الطموحات وانتهى بموسم شاحب، مطبوع بخروج قاسٍ أمام المغرب التطواني، وهزات متكررة على الصعيد المحلي والقاري.

الجماهير الودادية لم تتأخر في تحميل المسؤولية للمدرب رولاني موكوينا، الذي لم ينجح في فرض بصمته أو إعادة الفريق إلى سكته المعتادة، رغم ما حظي به من دعم تقني ولوجستي.

وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى ساحة احتجاج جماعي، رفعت فيها أصوات المطالبة برحيل المدرب ومحاسبة المكتب المسير، في مشهد يعكس عمق الأزمة التي يعيشها النادي الأحمر.

ومع تصاعد الضغط الجماهيري وتزايد التذمر، تجد العصبة الوطنية لكرة القدم نفسها مطالبة ببرمجة "الديربي" في توقيت مثالي يرقى إلى حجم الحدث، وقد أعلنت رسميًا عن إقامة المواجهة مساء السبت المقبل على أرضية ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء، في أمسية ينتظر أن تكون مشحونة بالعواطف أكثر من الحسابات التقنية.

الملعب العريق، الذي أغلق لفترة بسبب أشغال التحسين والتأهيل، عاد ليحتضن من جديد الحدث الكروي الأبرز في المغرب، بعدما أكدت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم جاهزيته الكاملة، من خلال تصريحات مباشرة لرئيسها فوزي لقجع، الذي عبّر عن فخره بإعادة "دونور" إلى واجهة الملاعب الإفريقية والعربية.

وفي ظل هذا المناخ المتوتر، تكتسب مباراة الديربي أهمية تتجاوز مجرد ثلاث نقاط، لتصبح اختبارًا فعليًا للقدرة على النهوض من تحت الأنقاض، واستعادة شيء من الهيبة والروح، أمام جمهور لا يغفر الإخفاق ولا يرضى بالمبررات.

من الناحية الرقمية، يقف الوداد في المركز الثالث برصيد 43 نقطة مناصفة مع الفتح الرباطي، بينما يقبع الرجاء في المرتبة الثامنة بـ37 نقطة، ما يجعل المباراة محطة مفصلية قد تقلب الموازين أو تُثبت انهيار التوازن.

آخر الأخبار