تحرك ميداني لوالي امهيدية يعيد الحيوية لأوراش الدار البيضاء

في خطوة تعكس تحولًا ملموسًا في وتيرة التعامل مع أوراش العاصمة الاقتصادية، مر محمد امهيدية، والي جهة الدار البيضاء سطات، إلى السرعة القصوى عبر سلسلة من الزيارات التفقدية المفاجئة، لمتابعة سير أشغال التهيئة بعدد من المناطق الحيوية بالمدينة، في مقدمتها مقاطعة الحي الحسني، التي تعيش منذ أسابيع على وقع مشاريع إصلاح وإعادة تأهيل بنيوية، تندرج في إطار الاستعدادات الكبرى التي يخوضها المغرب لتنظيم كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030.
زيارة الوالي يوم الخميس 10 أبريل 2025 كانت ميدانية بامتياز، وشكلت رسالة واضحة بأن مرحلة التساهل مع تأخر الأشغال قد انتهت، وأن زمن الإنجاز السريع والدقيق قد بدأ.
فقد عاين الوالي شخصيًا الحالة الراهنة لورش شارع أفغانستان، أحد الشرايين الحيوية بمقاطعة الحي الحسني، حيث أبدى ملاحظات تقنية صارمة على بطء وتيرة العمل، وعدم التزام المشرفين على المشروع بالجدول الزمني المحدد، ما تسبب في اختناق مروري ومعاناة مستمرة للتجار ومستعملي الطريق والسكان على حد سواء.
ووفقا لما توصلت به الجريدة 24، فإن الوالي لم يكن وحيدًا في هذه الزيارة التفقدية، إذ رافقته كل من نبيلة الرميلي، رئيسة مجلس المدينة، والطاهر اليوسفي، رئيس مقاطعة الحي الحسني، إلى جانب عامل المقاطعة، حيث حرص الوفد الرسمي على الوقوف على كل التفاصيل، بدءًا من تقدم الأشغال، مرورًا بالجوانب التقنية، وانتهاءً بالبعد الجمالي للمشروع، الذي بدا غائبًا في بعض أجزائه، خاصة بالممر المحاذي لمسجد "أفغانستان" المعروف محليًا باسم "لبرانس".
محمد امهيدية لم يُخفِ استياءه من الوضع، وسجل تحفظه على الطريقة التي تم بها التعامل مع الأشجار المتواجدة بالموقع، حيث أشار إلى أن اجتثاث عدد منها تم بشكل غير مدروس، ما أفقد المكان جزءًا من هويته البيئية والمنظر الطبيعي الذي اعتاد عليه سكان المنطقة منذ عقود.
كما شدد على ضرورة تصحيح هذه الاختلالات سريعًا، وإضفاء طابع جمالي وهوية بصرية متناسقة مع طموحات المدينة وتطلعات ساكنتها.
وفي سياق متصل، تم تأكيد على ضرورة الإسراع للاستكمال جميع أشغال التهيئة بشارع أفغانستان والحديقة المتواجدة به، والتي تُعد من أقدم وأبرز الفضاءات الخضراء بمقاطعة الحي الحسني.
وتجد مدينة الدار البيضاء، التي تستعد لتكون في صلب اهتمام العالم خلال السنوات القليلة المقبلة، نفسها أمام تحدي إعادة صياغة مظهرها العمراني، بما يليق بمكانتها كواجهة حضرية للمملكة.
وتعكس زيارات الوالي المتكررة لمختلف الأوراش والمشاريع الكبرى، عزمًا رسميًا على تدارك التأخر، وتحويل الأشغال من ملفات معلقة إلى منجزات على الأرض، تُحسِّن جودة عيش المواطنين، وتمنح المدينة ما تستحقه من صورة تليق بتاريخها ومستقبلها.