باها: لم أستفز الجماهير المغربية.. وابني سيصبح مهاجما كبيرا

قاد الإطار الوطني نبيل باها منتخب المغرب لأقل من 17 سنة إلى نصف نهائي كأس أمم إفريقيا، بعد أداء مميز كلل بفوز مستحق على منتخب جنوب إفريقيا بثلاثة أهداف لهدف، في المباراة التي احتضنها ملعب البشير بالمحمدية.
لم يكن هذا التأهل مجرد نتيجة رياضية عابرة، بل مثّل لحظة حاسمة في مسار منتخب شاب يبحث عن ذاته وسط منافسة إفريقية محتدمة، وفرصة لمدرب وطني شاب لتأكيد رؤيته التقنية وثقته في الجيل الصاعد.
باها، الذي أطل على الصحفيين في الندوة التي تلت المباراة، لم يخف فخره ورضاه عن ما قدمه الأشبال، مشيرًا إلى أن المواجهة كانت من أصعب اللقاءات التي خاضها الفريق حتى الآن، خاصة أمام منتخب جنوب إفريقي منظم ومتطور، يعتمد على امتلاك الكرة وتغيير نسق اللعب بسرعة، وهو ما تطلب تركيزًا وانضباطًا تكتيكيًا من اللاعبين المغاربة.
وبنبرة جمعت بين الواقعية والحماس، اعترف باها بأن الفوز لم يكن سهلًا، لكنه جاء بفضل التزام اللاعبين وتنفيذهم للخطة الموضوعة، مؤكدًا أن بعض المباريات لا تُربح فقط بالإبداع، بل بالروح والانضباط، وهي الروح التي تجلت في تصرفات اللاعبين طيلة دقائق اللقاء.
ولم يفوت الفرصة للحديث عن بعض الوجوه الجديدة في الفريق، خاصة اللاعب آدم عليوي، الذي وصفه بالموهوب وذي المستقبل الواعد، موضحًا أن قرار تغييره كان لأسباب تكتيكية محضة، وليس تقليلًا من شأنه،، بل على العكس تماما.
مبرزا أن الثقة فيه كبيرة نظرا لما يملكه من إمكانيات تؤهله للتطور في قادم السنوات، خاصة وأنه ينتمي لنادٍ أوروبي كبير يُعزز من مساره الكروي.
الجانب الشخصي في المباراة لم يغب عن كواليسها، خاصة بعد الأداء الباهر الذي قدمه زياد باها، نجل المدرب، بتوقيعه هدفين من أصل ثلاثة.
وتفاعل الجماهير مع أهداف زياد لم يكن عاديًا، وكذلك لم تكن ردّة فعل والده، الذي قال إنه صارم جدًا مع ابنه داخل المعسكرات، أكثر من أي لاعب آخر، لأن عليه مسؤولية مضاعفة لتفادي أي شبهة محاباة.
وأوضح أن زياد، رغم كونه ابنه، يتم التعامل معه بمقياس الأداء فقط، مشيرًا إلى أن أرقامه تتحدث عنه، إذ لعب في جميع الفئات السنية للمنتخبات الوطنية، ويملك موهبة تؤهله ليكون مهاجمًا متميزًا في المستقبل.
مؤكدًا في ذات الوقت أن سعادة زياد بدعم الجماهير تعكس الجانب الإنساني في هذه الفئة العمرية، حيث يبقى اللاعب بحاجة دائمة لسند نفسي ومعنوي.
الحركة التي قام بها نبيل باها بعد تسجيل الهدف الثاني، والتي أثارت بعض التساؤلات، فسرها بأنها دعوة لزيادة الحماس في المدرجات، ورسالة إلى الجمهور لمواصلة التشجيع بقوة لأن اللاعبين يستحقون الدعم الكامل.
وأردف أن الجمهور المغربي كان دائمًا السند الأساسي لكل النجاحات، معتبرًا أن العلاقة بينه وبين المشجعين تتجاوز النتائج، بل تتجسد في شعور جماعي بالانتماء والمسؤولية، وهي الروح التي يريد أن يغرسها في لاعبيه الصغار، لتكون ركيزة في مسيرتهم الكروية.
وعلى وقع هذا الانتصار، تتجه أنظار المغاربة إلى الدور النصف النهائي، حيث سيواجه كوت ديفوار، في قمة مرتقبة قد تكون بوابة لكتابة فصل جديد من تاريخ الكرة المغربية للفئات السنية.