بعد سنوات من الغموض.. سايس يكشف كواليس الخلاف بين زياش وخليلوزيتش

بعد سنوات من الغموض وتضارب الروايات، خرج الدولي المغربي رومان سايس، قائد "أسود الأطلس" السابق، عن صمته ليكشف أخيرًا تفاصيل الخلاف الذي أبعد نجم تشيلسي آنذاك، حكيم زياش، عن صفوف المنتخب المغربي الأول لكرة القدم، خلال فترة إشراف المدرب البوسني وحيد خليلوزيتش، وهي مرحلة ظلت إلى وقت قريب محاطة بكثير من المغالطات والتصريحات المتضاربة
ووضعت تصريحات سايس، التي جاءت عبر بودكاست "LeClubDes_5" على منصة "تويتش"، الكثير من النقاط على الحروف بخصوص ما كان يدور خلف الكواليس في معسكرات "أسود الأطلس"، وسلطت الضوء على فصول لم تكن معروفة للرأي العام الرياضي.
في شهادته، استرجع قائد المنتخب المغربي السابق اللحظة التي بدأت فيها بوادر الأزمة، حين طلب خليلوزيتش من أحد مساعديه أن يستدعي زياش إلى مكتبه، غير أن هذا الأخير رد بأنه بصدد إجراء حصة تدليك، وهو ما نُقل إلى المدرب عبر الوسيط.
وأوضح سايس أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل اتصل به زياش وأبلغه بأنه قرر المغادرة، ليكتشف لاحقًا أن القرار كان نتيجة شعور اللاعب بالإهانة بعدما اعتبر المدرب أنه رفض أوامر الجهاز الفني.
وأكد سايس، الذي كان شاهدًا ومشاركًا في الوساطة بين الطرفين، أنه جلس في اليوم نفسه رفقة زياش وخليلوزيتش وفوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، لمحاولة احتواء الموقف.
وبصفته المتحدث باللغة الفرنسية، تولى مهمة الترجمة بين الطرفين، لكنه اعترف بأنه لم ينقل الكلمات بحرفيتها، بل كان يحرص على تخفيف حدة التعابير حفاظًا على جو من الاحترام والتهدئة، في محاولة لتقريب وجهات النظر وإعادة المياه إلى مجاريها.
ورغم بوادر الانفراج التي ظهرت حينها، إلا أن المفاجأة كانت في المعسكر الإعدادي الموالي، حيث اقترح زياش على سايس مرافقته إلى التجمع، ووافق القائد على التنسيق للسفر سويًا بعد مباراة له في لندن.
غير أن الأمور اتخذت منحى آخر بعد إعلان قائمة اللاعبين، حيث غاب اسم زياش، وخرج خليلوزيتش في ندوة صحفية ليصعّد من لهجته تجاه اللاعب، في خروج إعلامي اعتبره كثيرون مستفزًا ومثيرًا للجدل.
هذا التصعيد أعاد العلاقة إلى نقطة الصفر، وكرّس القطيعة بين خليلوزيتش وزياش، الذي ظل مستبعدًا من معسكرات المنتخب إلى غاية رحيل المدرب البوسني، ليعود بعدها إلى حمل قميص "الأسود" تحت قيادة الناخب الوطني وليد الركراكي، الذي أعاد فتح أبواب المنتخب أمامه، ومنحه مكانة أساسية في تشكيلة كأس العالم "قطر 2022" وكأس أمم أفريقيا "الكوت ديفوار 2023".
وأعادت تصريحات سايس الجدل حول الطريقة التي كانت تُدار بها بعض الأمور داخل المنتخب في عهد خليلوزيتش، لا سيما تلك المرتبطة بالتواصل والعلاقة مع النجوم.
كما سلّطت الضوء على دور بعض اللاعبين في لعب وساطة بين الإدارة الفنية واللاعبين، في وقت كانت فيه الجماهير تتساءل عن الأسباب الحقيقية وراء غياب أسماء وازنة عن المنتخب.
ورغم أن هذه المرحلة أصبحت من الماضي، إلا أن ما كشفه سايس يعكس حجم التوتر الذي كان يعتمل داخل أروقة المنتخب، ويعيد طرح أسئلة ملحّة حول ضرورة ترسيخ أسس تواصل واضحة وفعالة داخل الجهاز الفني، بما يضمن الانضباط دون أن يُسقط الاحترام، ويصون هيبة المنتخب دون أن يهمّش كفاءاته.