الشابي: لاعبو الدكة لا يملكون خبرة الديربي.. وموكوينا: سئمت من الانتقادات اتركوني أعمل بهدوء

في أعقاب ديربي البيضاء الذي جمع بين الغريمين التقليديين، الوداد والرجاء، لحساب الجولة السادسة والعشرين من البطولة الاحترافية، خرجت المباراة بنتيجة التعادل الإيجابي بهدف لمثله، في مواجهة حملت بين طياتها الكثير من الإثارة داخل رقعة الميدان، والكثير من الجدل خارجه.
وعلى الرغم من أهمية النقطة التي حصل عليها كل طرف في صراع المراتب، فإن التصريحات التي تلت صافرة النهاية، خاصة من مدربي الفريقين، أضافت بعداً جديداً للحدث الرياضي الأبرز في الكرة المغربية.
وبدا مدرب الرجاء، لسعد الشابي، متحفظاً في تصريحاته، كما كان متحفظاً في نهجه التكتيكي.
فالرجل الذي واجه انتقادات جماهيرية بشأن تأخره في التغييرات، برر موقفه قائلاً إنه لم يُرد أن "يقامر" بمباراة بمثل هذا الحجم أمام فريق من عيار الوداد، معتبراً أن الديربي له رجاله، وأن المجازفة بإقحام لاعبين يفتقرون لخبرة مثل هذه المناسبات قد تكون مخاطرة لا تُحمد عقباها.
الواقعية الميدانية التي تبناها الشابي لم تنبع فقط من حسابات النتيجة، بل من وعيه بحساسية اللحظة وضغط الجمهور، خصوصاً بعد الإقصاء الأخير من كأس العرش، وهو ما جعله يصر على الخروج بأقل الأضرار.
وأضاف المدرب التونسي أن المباراة كانت متوازنة في مجملها، وأن فريقه أظهر شخصية قوية بالعودة في النتيجة بعد التأخر المبكر، مشيداً بروح لاعبيه الذين تحملوا الضغط ولعبوا بندية.
لكنه في المقابل عبّر عن استغرابه من الفراغ النسبي في مدرجات مركب محمد الخامس، رغم أهمية الحدث ومكانة الفريقين، معتبراً أن الحضور الجماهيري لم يكن في مستوى التطلعات.
ومن جهة أخرى، لم تكن تصريحات مدرب الوداد، رولاني موكوينا، أقل إثارة، إذ أبدى تذمره الواضح من الانتقادات المتواصلة التي تطاله، سواء تعلق الأمر بالاختيارات البشرية أو التوجهات التكتيكية.
وأطلق المدرب الجنوب إفريقي نداءً صريحاً بضرورة منحه المساحة الكاملة للعمل دون تدخلات خارجية، مذكراً الجميع بأنه وحده من يتحمل مسؤولية القرار، وهو الوحيد الذي يقف في وجه العاصفة حين تخرج النتائج عن السياق المنتظر.
موكوينا لم يُخف انزعاجه من الأصوات التي تتقاطر عليه بعد كل مباراة، مشيراً إلى أن هذا الضغط هو أحد الأسباب التي جعلته يغادر منصات التواصل الاجتماعي.
المباراة، من زاوية فنية، عكست صراعاً متكافئاً في فترات متعددة، مع أفضلية نسبية للوداد في بداية اللقاء تُرجمت إلى هدف من ضربة جزاء نفذها محمد رايحي، قبل أن يعادل الرجاء الكفة عبر الحسين رحيمي.
النصف الثاني من المواجهة اتسم بالحذر الكبير من الطرفين، مع بعض المحاولات التي افتقدت للنجاعة، ليُسدل الستار على ديربي جديد بطعم التعادل، ويحمل في طياته الكثير من القراءات المتباينة حول الأداء والخيارات.
على مستوى الترتيب، حافظ الوداد على مركزه الثالث برصيد 44 نقطة، خلف الجيش الملكي صاحب المركز الثاني، مع مباراة مؤجلة في جعبة الأخير قد تقلب المعادلة.
أما الرجاء، فاستقر في المركز السابع برصيد 38 نقطة، مع تطلع متواصل إلى تحسين موقعه واستعادة الثقة في المراحل القادمة من الدوري.