إما الاستقالة أو الإقالة.. رسائل الغضب تهز أسوار الوداد والرجاء

الكاتب : انس شريد

13 أبريل 2025 - 11:50
الخط :

تعيش كرة القدم البيضاوية على وقع زلزال غير مسبوق، بعد أن تعالت الأصوات داخل أسوار ناديي الوداد والرجاء الرياضيين، مطالبة برحيل الرئاسات الحالية بسبب ما وصفته الجماهير والمنخرطون بـ"الفشل في التسيير والتدبير".

ففي الوقت الذي كانت فيه الأنظار موجهة نحو مباراة الديربي الأخيرة التي انتهت بالتعادل، كان الغليان الداخلي يطفو على السطح، كاشفًا عن عمق الأزمة التي تعصف بكبريَي العاصمة الاقتصادية.

في نادي الوداد الرياضي، لم تعد الأمور تحتمل الصمت، بعدما عبّر منخرطو الفريق، من خلال بلاغ شديد اللهجة، عن غضبهم مما أسموه بـ"تدهور مقلق وشامل في كل المستويات"، محملين المكتب المديري الحالي مسؤولية الانحدار الذي وصل إليه النادي.

المنخرطون أشاروا إلى أن الوضع الحالي يعكس سوء تسيير هاوي وتدبير مالي غير مسؤول، مشددين على أن تصرفات الإدارة الحالية تسيء إلى تاريخ النادي ومكانته العريقة.

البلاغ لم يخلُ من لهجة حاسمة، حيث وصف أسلوب التسيير بـ"العجرفة والاستفزاز"، مبرزًا أن المرحلة الدقيقة التي يمر بها الفريق تستدعي حنكة وتدبيرًا عقلانيًا لا مزيدًا من القرارات المرتجلة والممارسات غير المسؤولة.

وفي ظل هذا السياق المحتقن، طالب المنخرطون باستقالة الرئيس وأعضاء مكتبه بشكل فوري، معتبرين ذلك مسؤولية أخلاقية قبل أن تكون قانونية، ومؤكدين أن بقاءهم في مناصبهم يمثل خطرًا على ما تبقى من هيبة النادي وكرامته.

كما حذروا من التسرع في اتخاذ قرارات مالية قد تكون لها تبعات كارثية على مستقبل الفريق، منددين بما اعتبروه استمرارًا في العبث بمقدرات نادي بقيمة الوداد الرياضي.

وكانت الرسالة واضحة وصريحة: "إما الاستقالة أو الإقالة"، في إشارة إلى أن الصبر نفد، وأن الجماهير والمنخرطين مستعدون للانتقال إلى مرحلة التصعيد.

أما في الجهة الخضراء من العاصمة الاقتصادية، فقد شهدت جماهير نادي الرجاء الرياضي تحركات مشابهة، حيث طالبت بسرعة تحديد موعد لعقد الجمع العام الاستثنائي، قصد انتخاب رئيس جديد يعيد ترتيب البيت الداخلي.

الاستياء الرجاوي نابع من غياب رؤية واضحة منذ استقالة عادل هالا، وما تلاها من تكليف عبد الله بيرواين بمهام الرئاسة المؤقتة، في ظل تفعيل حالة الشغور وفقًا لمقتضيات المادة 23 من النظام الأساسي للنادي.

وترى الجماهير الرجاوية أن تأجيل الجمع العام، الذي كان مبرمجًا في 5 فبراير الماضي، ساهم في تأزيم الوضع، وأخر انطلاقة التحضيرات للموسم القادم، خصوصًا مع استمرار قرار منع الفريق من القيام بانتدابات جديدة.

ويأمل أنصار الرجاء أن يأتي الرئيس الجديد بحلول عاجلة للملف المالي والإداري، من أجل رفع المنع المفروض على النادي، والبدء في بناء فريق تنافسي يعيد للنسور بريقهم المفقود.

وفي الوقت الذي يشدد فيه البعض على ضرورة تفعيل المحاسبة وإعادة هيكلة النادي على أسس احترافية، يطالب آخرون بإبعاد من أسماهم بـ"المستفيدين من الفوضى الإدارية" داخل أروقة الرجاء.

ميدانيًا، لم تغير نتيجة الديربي الكثير على مستوى الترتيب، حيث حافظ الوداد على مركزه الثالث برصيد 44 نقطة، خلف الجيش الملكي الذي يحتل المركز الثاني مع مباراة مؤجلة قد تُحدث فارقًا في سباق المقدمة.

أما الرجاء، فقد بقي في المركز السابع بـ38 نقطة، في انتظار جولات قادمة قد تحدد مصير الفريق في موسم لم تخلُ فصوله من الارتباك والتخبط.

ووسط كل هذه الأجواء المشحونة، تبدو الكرة البيضاوية مقبلة على مرحلة مفصلية، لا تتطلب فقط قرارات تقنية داخل الملعب، بل تغييرات جذرية في مراكز القرار، يعيد بها الفريقان العريقان الثقة لجماهير تعبت من الانتظار.

آخر الأخبار