أزمة الأجور تشتعل.. ونجوم الرجاء يلوحون بفسخ عقودهم

يتزايد التوتر داخل أروقة نادي الرجاء الرياضي لكرة القدم، حيث بدأت بعض الأزمات المتراكمة تخرج إلى العلن، مما يهدد استقرار الفريق ويدق ناقوس الخطر حول مستقبله القريب.
فقد تلقت إدارة النادي ثلاث رسائل إنذارية متتالية من لاعبي الفريق، ويتعلق الأمر بعيسى بنعمر، وياسر بالدي، والغيني فيديريكو بيكورو، الذين لجؤوا إلى الطرق القانونية للمطالبة بمستحقاتهم المالية العالقة، وخاصة منح التوقيع المتضمنة في عقودهم الرسمية.
هذه الرسائل، الموجهة عبر مفوض قضائي، كشفت مجددًا عمق الأزمة المالية التي يعاني منها النادي، والتي ظلت تؤجل حلولها الحقيقية منذ مواسم عدة.
وتعكس خطوة اللاعبين الثلاثة حجم الإحباط الذي يعيشه بعض عناصر الفريق داخل حجرات الملابس، في وقت يتطلب فيه السياق الرياضي وحدة وانسجامًا لتحسين الأداء وإنهاء الموسم بأقل الخسائر الممكنة.
الغيني فيديريكو بيكورو، الذي يعتبر من ركائز خط وسط الرجاء، لم يكتفِ بالمطالبة بحقوقه فقط، بل لوّح بفسخ العقد من جانب واحد، وهو ما يشكل تهديدًا حقيقيًا للنادي في حال تأخرت الإدارة عن إيجاد تسوية فورية لهذا الملف.
هذا التحرك التصعيدي من طرف عدد من اللاعبين يُضاف إلى موسم مخيب للآمال على كافة الأصعدة، إذ غادر الرجاء سباق التتويج في جميع المسابقات، ما تسبب في موجة غضب غير مسبوقة من قبل جماهيره العريضة.
وتحولت الجماهير، التي طالما شكلت درعًا بشريًا للنادي الأخضر، هذه المرة إلى معارض شرس، ترفع الصوت عالياً عبر منصات التواصل الاجتماعي، موجّهة سهام النقد مباشرة إلى رئيس النادي عبد الله بيراوين، الذي لم يُقنع لحد الآن بقدرته على انتشال الرجاء من أزمته، رغم مرور أكثر من شهرين على تسلمه زمام الأمور خلفًا لعادل هالا.
في المقابل، بقيت الملفات القديمة عالقة، وعلى رأسها النزاعات المالية مع لاعبين سابقين ووكلاء أعمال، ما أدى إلى بقاء الرجاء ضمن لائحة الأندية الممنوعة من التعاقدات الجديدة، وهي ضربة قوية في موسم يتطلب تدعيم الصفوف.
في خضم هذه الأزمات المتلاحقة، يبرز رقم صادم يزيد من قتامة المشهد، حيث تجاوزت الديون المتراكمة للنادي حاجز المليار سنتيم، وهو رقم يهدد ليس فقط المسار الرياضي للفريق، بل يمس استقراره القانوني والمؤسساتي، ويطرح علامات استفهام كبرى حول آليات التسيير وغياب الحلول الاستراتيجية.
ويجد المكتب الحالي نفسه وسط نيران متقاطعة من الانتقادات، بين من يتهمه بالعجز المالي والتدبيري، ومن يرى أن الفريق يسير نحو الهاوية ما لم يتم اتخاذ قرارات جريئة، قد تبدأ برحيل الإدارة وفتح المجال أمام لجنة إنقاذ ذات كفاءة ورؤية واضحة.
مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت، كما في كل أزمة رجاوية، ساحة صاخبة للاحتجاج والمحاسبة، حيث تصدّرت مطالب استقالة المكتب المسير وسحب الثقة من الرئيس بيراوين قائمة النقاشات، في مشهد يعكس حجم التوتر الشعبي الذي يشعر به الجمهور الأخضر تجاه ما آل إليه حال ناديهم العريق.