أسود الأطلس بين مطرقة الإصابات وسندان تراجع اللياقة.. الركراكي في مأزق حقيقي

يجد الناخب الوطني وليد الركراكي نفسه في مأزق حقيقي، بعد توالي الإصابات التي ضربت ركائز المنتخب الوطني المغربي، وخاصة على مستوى خط الدفاع، وهو ما يرخي بظلاله على التحضيرات المرتقبة لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، المقررة إقامتها بالمملكة نهاية العام الجاري.
ويبدو أن لعنة الغيابات لم ترحم عناصر "أسود الأطلس"، حيث سيتعين على الركراكي إيجاد حلول سريعة وواقعية لتعويض النقص العددي الحاصل في مراكز حيوية، في وقت تترقب فيه الجماهير المغربية مشاركة قوية ومنظمة، تليق بحجم التطلعات الوطنية باستعادة المجد القاري.
غياب نايف أكرد بسبب إصابة عضلية جديدة انضاف إلى قائمة من الأسماء الأساسية التي يُنتظر غيابها عن المعسكر التحضيري لشهر يونيو، وفي مقدمتهم المخضرم غانم سايس، الذي ما زال يعاني من تداعيات إصابة طويلة الأمد، إلى جانب شادي رياض الذي لم يتعافَ بعد من مشكلته العضلية، وعبد الكبير عبقار الذي أظهرت الفحوصات الأخيرة أنه سيحتاج لفترة راحة قد تصل إلى ستة أسابيع، ما يعني غيابه شبه المؤكد عن التجمع القادم.
هذا التآكل الدفاعي يقلق الطاقم التقني بشدة، خصوصًا أن الاستقرار الدفاعي كان أحد أعمدة النجاح المغربي في مونديال قطر.
ولا يقتصر التحدي على خط الدفاع وحده، بل يمتد ليشمل أغلب خطوط اللعب، مع تواتر الأنباء حول تراجع جاهزية بعض الأسماء الهجومية، في مقدمتهم يوسف النصيري، الذي يعاني من صيام تهديفي امتد لسبع مباريات متتالية، الأمر الذي أجبر مدربه في إشبيلية على إبقائه احتياطيًا في أكثر من مواجهة، كان آخرها أمام طرابزون سبور وسيفاس سبور، حيث اكتفى بالمشاركة في عشر دقائق فقط.
وفي الوقت ذاته، ما زال عبد الصمد الزلزولي يخضع لفترة تعافٍ بعد تعرضه لإصابة عضلية مباشرة عقب التوقف الدولي الأخير، وهو ما حرمه من الظهور في آخر أربع مباريات رفقة فريقه، بينما لم يظهر إلياس بن صغير منذ فبراير في التشكيلة الأساسية لنادي موناكو، ما يُثير أكثر من علامة استفهام حول جاهزيته الذهنية والبدنية لخوض منافسات قارية بحجم كأس الأمم.
على مستوى خط الوسط، يواصل سفيان أمرابط الغياب عن الملاعب بسبب الإصابة، حيث لم يخض أي مباراة منذ منتصف مارس الماضي، ما يثير القلق بشأن جاهزيته البدنية قبل فترة التحضيرات الصيفية.
أمرابط الذي يُدافع عن ألوان فنربخشة التركي، لا يزال يخضع لبرنامج علاجي مكثف، في وقت يترقب فيه الطاقم الطبي للفريق عودته قبيل نهاية الموسم.
ورغم الرهان الكبير الذي تضعه إدارة النادي عليه في المباريات الحاسمة المقبلة، إلا أن غيابه المتواصل يضع أيضًا المنتخب المغربي في وضعية ترقب، وسط غموض يلف موعد استعادته لكامل لياقته.
وتواصلت معاناة الناخب الوطني على مستوى الخط الخلفي، وذلك بعد إصابة القائد رومان سايس، ومعاناة نايف أكرد مع إصابة عضلية أسقطته من قائمة ريال سوسيداد خلال آخر مباراتين، فضلًا عن معاناة آدم أزنو خلال فترة الإعارة الحالية مع فريق بلد الوليد، حيث لم يحقق أي انتصار يُذكر، مع استقبال الفريق لـ22 هدفًا خلال آخر 8 مباريات، ما يطرح علامات استفهام كثيرة حول جاهزية اللاعب لمنافسات عالية المستوى.
ورغم أن المنتخب الوطني بات على بعد نقطة واحدة فقط من حسم تأهله إلى كأس العالم 2026، إلا أن العيون الآن متجهة نحو الاستحقاق الأقرب، والمتمثل في كأس الأمم الإفريقية، الذي تسعى فيه المملكة إلى التتويج على أرضها، بعد طول غياب عن منصة المجد القاري.
وبين حسابات التأهل، وتحديات الغيابات، والتوجس من مفاجآت اللحظات الأخيرة، يبقى وليد الركراكي أمام امتحان صعب يتطلب جرأة في اتخاذ القرارات، ومرونة في تدبير الموارد البشرية المتاحة، لعلّه ينجح في تجاوز العاصفة، وقيادة الأسود إلى منصة التتويج، من الباب الكبير.