في أفق كأس العالم 2030.. المغرب وسلوفينيا يرسمان آفاق تعاون اقتصادي واعد

عبرت سلوفينيا، اليوم الجمعة، عن بالغ تقديرها لريادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس ودور المملكة كفاعل رئيسي في استقرار المنطقة.
وأكدت نائبة رئيس الوزراء، وزيرة الشؤون الخارجية السلوفينية، تانيا فايون، في ندوة صحافية، عقب مباحثات أجرتها في ليوبليانا مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، أن بلادها تشيد بالإصلاحات الكبرى التي تباشرها المملكة بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والجهود المتجددة من أجل التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، منوهة بالنموذج التنموي الجديد والجهوية المتقدمة.
وأشاد الجانب السلوفيني، أيضا، بالمبادرات الاستراتيجية التي أطلقها المغرب، بقيادة جلالة الملك، لا سيما "مسلسل الدول الإفريقية الأطلسية"، و"المبادرة الملكية الرامية إلى تسهيل ولوج بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي"، ومشروع أنبوب الغاز "الإفريقي-الأطلسي نيجيريا-المغرب".
وتهدف هذه المبادرات إلى جعل الفضاء الأطلسي-الإفريقي إطارا جيوا-تستراتيجيا محفزا للتنمية الإفريقية، ومعززا للاستقرار والازدهار بإفريقيا.
كما أكد الجانبان على الدور الإيجابي والبناء الذي يضطلع به المغرب وسلوفينيا في الحفاظ على الاستقرار والأمن والسلم في منطقتيهما وتشبثهما بالمبادئ الأساسية الكونية لميثاق الأمم المتحدة، وضرورة التسوية السلمية للنزاعات في احترام تام للوحدة الترابية للدول ولسيادتها، طبقا للقانون الدولي.
كما جدد المغرب وسلوفينيا، التأكيد على إرادتهما تعزيز الشراكة في كافة المجالات ذات الاهتمام المشترك.
تم التعبير عن هذه الإرادة خلال مباحثات أجراها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، مع نائبة رئيس الوزراء، وزيرة الشؤون الخارجية السلوفينية، تانيا فايون.
وشدد الجانبان، بالخصوص، على ضرورة توطيد التعاون الاقتصادي والتجاري، لا سيما في مجالات الطاقات المتجددة، واللوجيستيك، والفلاحة، وصناعة السيارات.
كما اتفق المسؤولان على أهمية عقد منتديات اقتصادية بغرض تحفيز المبادلات بين الفاعلين الاقتصاديين بالبلدين، ونوها بالاهتمام بتعزيز التعاون بين ميناء كوبر ومجموع الموانئ المغربية، خاصة مع ميناء طنجة-المتوسط.
وأبرز الوزيران ضرورة النهوض بالتعاون في المجال الثقافي والأكاديمي للنهوض بالتنمية البشرية والاقتصادية، داعين إلى تعزيز المبادلات على المستوى الحكومي والمجتمع المدني في إطار الاتحاد من أجل المتوسط.
وعبر السيد بوريطة والسيدة فايون عن تشجيعهما للتعاون الأكاديمي الثنائي والإقليمي بين الجامعيتين الأورو-متوسطيتين؛ "إيموني" ببيرانا والجامعة الأورو-متوسطية بفاس، في مجالات العلوم والبحث والابتكار والاقتصاد الأزرق بغية إيجاد فرص تمكين الشباب لفائدة الفضاء المتوسطي بأكمله.
كما أكدا عزمهما على المساهمة في تقوية الشراكة الإستراتيجية بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المغربية. وفي هذا الصدد، شددا على أهمية إرساء التعاون بين المغرب والاتحاد الأوروبي على أسس سليمة ومتينة.
وتعكس زيارة السيد بوريطة إلى سلوفينيا العلاقات الممتازة بين المملكة المغربية وجمهورية سلوفينيا القائمة على الاحترام والثقة المتبادلين والتشاور الدائم والتعاون.
وبهذه المناسبة، رحب المغرب بقرار سلوفينيا فتح سفارة لها بالرباط في يونيو 2025.
كما اتفق الوزيران على أن القرار المماثل للمغرب بفتح سفارة له بليوبليانا سيضفي زخما جديدا على التعاون بين البلدين.
وأعرب السيد بوريطة، الذي هنأ السيدة فايون على عضوية سلوفينيا بمجلس الأمن لسنة 2025/2024، عن تقديره للمقاربة الدامجة التي تضفيها بلادها على أشغال مجلس الأمن والأولويات الوجيهة لولايتها داخل هذه الهيئة الأممية، لفائدة الحفاظ على السلم والأمن الدوليين.
كما سجل الجانبان الدور الإيجابي والبناء الذي يضطلع به المغرب وسلوفينيا في الحفاظ على الاستقرار والأمن والسلم في منطقتيهما وتشبثهما بالمبادئ الأساسية الكونية لميثاق الأمم المتحدة، وضرورة التسوية السلمية للنزاعات في احترام تام للوحدة الترابية للدول ولسيادتها.
كما أكدا على إرادتهما تعميق حوارهما وتعاونهما حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك والتحديات الإستراتيجية الرئيسية.
وخلال زيارة السيد بوريطة لليوبليانا، اتفق المغرب وسلوفينيا على تنظيم منتدى للأعمال بالعاصمة السلوفينية. كما أنه من المقرر أن يقوم وفد من رجال الأعمال السلوفينيين بزيارة للمغرب من أجل تحديد قطاعات التعاون، خاصة في أفق تنظيم كأس العالم 2030.
وفي مجال الهجرة، حيث تجمع البلدين علاقات تعاون نموذجي، سينعقد اجتماع للخبراء بهذا الخصوص في يونيو المقبل بليوبليانا.