"معهد هدسون" يدعو أمريكا لتصنيف "بوليساريو" منظمة إرهابية

هشام رماح
دعا "معهد هدسون" (Hudson Institute)، المتخصص في الدراسات الاستراتيجية، الولايات المتحدة الأمريكية، إلى تصنيف جبهة "بوليساريو" كمنظمة إرهابية، بسبب ضلوعها في تنزيل أجندة إيران، وارتباطها بالجماعات الإرهابية، بما يهدد مصالح بلاد "العم سام".
وفي تقرير عنونه المعهد العريق بـ"الأدلة الاستراتيجية الداعية لتصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية أجنبية"، أفاد بأن "بوليساريو" ليست غير ميليشيات، شبه عسكرية تعمل على زعزعة الاستقرار في شمال إفريقيا، وتخدم جهات معادية لأمن المنطقة.
وجاء في تقرير "معهد هدسون" أن "بوليساريو" فاعل خطير وعامل مثبط لفض النزاع المصطنع حول الصحراء المغربية، وتورطت كثيرا في تعاملها مع منظمات تهريب الأسلحة، وهي بذلك تترجم مضامين تحالفها مع إيران، ومع "حزب الله" الذراع الشيعي للدولة الصفوية.
واستند المعهد في توصياته بتصنيف "بوليساريو" كمنظمة إرهابية، إلى ما قال إنها أدلة استراتيجية تدعو الولايات المتحدة الأمريكية إلى ذلك، ومنها خرق اتفاق وقف إطلاق النار لعام 1991، والتلاعب بالمساعدات الإنسانية وتحويلها إلى تمويل البنية التحتية المسلحة.
ورصد المعهد إلى جانب ذلك، التعاون الوثيق مع حزب الله وحزب العمال الكردستاني، تسلّم طائرات مسيّرة إيرانية بوساطة جزائرية، ثم الانخراط في شبكات تهريب تدعم التمردات الجهادية في منطقة الساحل، وهي أدلة تثبت أن "بوليساريو" ليست حركة سلمية بل إرهابية تهدد الأمريكيين ومصلحتهم في استقرار في منطقة الساحل.
وعرج "معهد هدسون"، على بعض ملامح النهج الإرهابي للجبهة الانفصالية، وقد سلط الضوء على شخصية المدعو "عدنان أبو وليد الصحراوي"، العضو السابق في جبهة البوليساريو والذي جرى "تنصيبه" أميرا لـ"داعش في الصحراء الكبرى"، مشيرا إلى أنه يقف وراء عدة هجمات إرهابية.
ولفت التقرير الانتباه إلى أن العضو في "بوليساريو"، الذي أصبح يقود فرعا من فروع تنظيم "داعش"، كان وراء عملية إرهابية، تسببت في مقتل أربعة جنود أمريكيين في النيجر سنة 2017، وهو ما يثبت أن الجبهة الانفصالية حاضنة للإرهاب والإرهابيين.
ووفق التقرير فإن "بوليساريو"، تحوّلت إلى أداة في هندسة زعزعة الاستقرار التي تقودها قوى، تكن الكثير من العداء للمغرب الصاعد كقوة إقليمية، محيلا على أن "جمود الولايات المتحدة الأمريكية إزاء "بوليساريو" يسهم في تآكل مصداقيتها في شمال إفريقيا".
وخلص التقرير إلى أن تصنيف "بوليساريو" يعد قرارا استراتيجيا، فهو من جهة يوطد الاستقرار إقليميا، وعزز التحالف الاستراتيجي مع المغرب الذي يعتبر حليفا رئيسيا للولايات المتحدة الأمريكية من خارج حلف شمال الأطلسي، كما أنه سيشكل رسالة قوية لمن يعيثون الفوضى لتحقيق مآرب جيوسياسية.