توقيف نجم "الأسود" لــ3 مباريات يُثير جدلا واسعا في إسبانيا

في واقعة أثارت جدلًا واسعًا داخل الأوساط الكروية الإسبانية، قررت لجنة الانضباط التابعة للاتحاد الإسباني لكرة القدم إيقاف الدولي المغربي إلياس أخوماش، لاعب نادي فياريال، لمدة ثلاث مباريات، وذلك عقب تصرف وصف بـ"غير رياضي" تمثل في ركله لشاشة تقنية الفيديو المساعد "VAR" بعد نهاية مباراة فريقه أمام ريال سوسيداد.
القرار لم يمر مرور الكرام، وفتح الباب أمام سيل من الانتقادات والمقارنات، لاسيما أن العقوبة بدت في نظر التقارير الإعلامية الإسبانية غير متناسبة مع حالات مشابهة شهدت تساهلًا كبيرًا تجاه لاعبين آخرين ارتكبوا أفعالًا مماثلة دون أن يلقوا نفس المصير.
ووقعت الحادثة، في أعقاب المواجهة التي جمعت بين فياريال وريال سوسيداد، والتي انتهت بنتيجة التعادل بهدفين لمثلهما، ضمن منافسات الجولة الثانية والثلاثين من الدوري الإسباني.
ووجد أخوماش، الذي لم يكن مشاركًا في المباراة بسبب تعافيه من إصابة طويلة في الرباط الصليبي، نفسه في قلب الحدث رغم غيابه عن المستطيل الأخضر، حين أقدم على تصرف أثار استغراب الجماهير ووسائل الإعلام.
فبعد صافرة النهاية، توجه مباشرة نحو الحكم كوادرا فرنانديز، وهو يصرخ بغضب: "هذا عار، هذا عار!"، في تعبير عن احتجاجه الشديد على قرارات اعتبرها مجحفة بحق فريقه.
وعلى الرغم من تدخل لاعبي فياريال وبعض أفراد الطاقم الفني لتهدئة اللاعب وإبعاده عن الطاقم التحكيمي، إلا أن توتره لم ينتهِ عند ذلك الحد، إذ توجه بعد ذلك إلى ممر غرف تبديل الملابس، وهناك ركل بعنف شاشة تقنية الـVAR، مما أدى إلى سقوطها وتحطمها، وفقًا لما أورده الحكم في تقريره الرسمي، وأكده أيضًا الفني المسؤول عن تشغيل الجهاز في أرض الملعب.
هذا التصرف، رغم خطورته، فتح باب النقاش حول "ازدواجية المعايير" في التعامل مع سلوكيات مشابهة صدرت عن نجوم كبار دون أن يُعاقَبوا بنفس الصرامة.
وعلقت صحيفة "سبورت" الإسبانية، على الواقعة بقولها إن "المقارنات دائمًا ما تكون بغيضة"، لكنها في الوقت ذاته أعادت إلى الواجهة حادثة جود بيلينغهام، نجم ريال مدريد، الذي قام بسلوك مشابه ضد شاشة تقنية الفيديو دون أن يصدر في حقه أي قرار تأديبي، الأمر الذي وُصف من طرف العديد من المتابعين بأنه كيل بمكيالين.
وقارن الصحيفة نفسها بين ما وقع لأخوماش، وما حصل مع لاعب خيتافي أوتشي، الذي تم توقيفه لثلاث مباريات بعد طرده في مواجهة ضد إسبانيول، متسائلة عن المعايير التي تعتمدها اللجنة التأديبية في تقدير العقوبات.
الجدل لم يتوقف عند هذا الحد، إذ عاد إلى الواجهة أيضًا تدخل شهير لنجم ريال مدريد كيليان مبابي، الذي طُرد بعد تدخل عنيف على أحد لاعبي ديبورتيفو ألافيس، لكنه لم يُعاقب إلا بمباراة واحدة.
الأمر الذي طرح تساؤلات حقيقية حول عدالة قرارات لجنة الانضباط، ومدى تأثرها بهوية اللاعب والنادي الذي ينتمي إليه.