بعد عقود من التلوث.. الرميلي تراهن على تحويل مطرح مديونة إلى أكبر متنفس أخضر للبيضاويين

الكاتب : انس شريد

26 أبريل 2025 - 10:30
الخط :

انطلقت بمدينة الدار البيضاء أشغال تحويل المطرح السابق بمديونة إلى منتزه بيئي وترفيهي يعد الأكبر من نوعه على مستوى العاصمة الاقتصادية، وذلك على مساحة تناهز 50 هكتاراً.

ويأتي هذا المشروع في إطار رؤية جديدة تستهدف تعزيز المساحات الخضراء وتحسين جودة الحياة بالمدينة، عبر إعادة تأهيل أحد أكبر النقط السوداء التي ظلت لعقود مصدر قلق صحي وبيئي للسكان.

ويعكس هذا المشروع حرص السلطات المحلية على تحويل التحديات البيئية إلى فرص للتنمية الحضرية المستدامة، انسجاماً مع البرامج الوطنية للنهوض بالبيئة الحضرية.

وفي هذا السياق، قامت نبيلة الرميلي، عمدة مدينة الدار البيضاء، بزيارة ميدانية إلى المطرح السابق لمتابعة سير الأشغال والإشراف على تنزيل مختلف مراحل المشروع.

وأكدت الرميلي، في تدوينة نشرتها على صفحتها الرسمية بموقع فايسبوك، أن هذا الفضاء سيتحول إلى أكبر متنفس بيئي لساكنة الدار البيضاء، معبرة عن اعتزازها بالتقدم الذي تعرفه الأشغال في احترام للآجال المحددة.

وأوضحت العمدة أن المشروع سيتم إنجازه عبر ثلاث مراحل أساسية، تبدأ بتغطية المطرح بطبقة من التراب العضوي لمعالجة التربة، تليها مرحلة معالجة عصارة النفايات المعروفة بـ"الليكسيفيا"، ثم استخراج الغاز الحيوي الناجم عن تحلل النفايات، ما سيساهم في تهيئة أرضية صالحة ومستدامة لاستقبال المساحات الخضراء والمرافق الترفيهية.

تحويل المطرح إلى منتزه لقي استحساناً واسعاً من طرف ساكنة المدينة، خاصة من قبل جمعيات المجتمع المدني المهتمة بالشأن البيئي، التي اعتبرت المشروع مكسباً بيئياً وتنموياً يعزز من مكانة الدار البيضاء كمدينة تسعى لتحقيق التوازن بين متطلبات التنمية الحضرية وحماية البيئة.

وتعالت الأصوات المطالبة بتعميم مثل هذه المبادرات على المناطق التي تعاني من نقص في الفضاءات الخضراء.

ويأتي هذا المشروع ضمن برنامج عمل شامل للمدينة يستهدف رفع نصيب الفرد من المساحات الخضراء، حيث سبق لنبيلة الرميلي أن أكدت أن هدف المجلس الجماعي يتمثل في توفير منتزه يتجاوز مساحته عشرة هكتارات في كل مقاطعة، في أفق جعل الدار البيضاء مدينة أكثر انسجاماً مع متطلبات التنمية المستدامة.

يشار إلى أن الدار البيضاء شهدت خلال السنوات الأخيرة إطلاق عدة مشاريع تهدف إلى إحداث وإعادة تهيئة المنتزهات والمساحات الخضراء، في محاولة لتدارك الخصاص المسجل في هذا المجال، ومواكبة تطور الكثافة السكانية والتمدن السريع الذي تعرفه المدينة.

ويأمل السكان أن يشكل المنتزه الجديد بمديونة نقطة تحول نوعية في المشهد الحضري للعاصمة الاقتصادية، وأن يسهم في تحسين ظروف العيش والارتقاء بجودة الحياة البيئية والاجتماعية.

آخر الأخبار