قبل وديتي البنين وتونس.. الركراكي تحت ضغط الإصابات وتراجع أداء النجوم

الكاتب : انس شريد

29 أبريل 2025 - 08:30
الخط :

يعيش الناخب الوطني وليد الركراكي حالة من القلق المتصاعد، مع اقتراب العد التنازلي لانطلاق نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، المقررة بالمغرب نهاية العام الجاري.

فبعد أن كان يعول على ترسانة قوية من النجوم الذين خطفوا الأضواء في الملاعب الأوروبية، وجد نفسه محاصرًا بإصابات متكررة طالت ركائز أساسية في تشكيلته، إلى جانب تراجع لافت في أداء بعض الأسماء التي كانت تعتبر حتى وقت قريب من الأعمدة الثابتة داخل المنتخب الوطني.

هذا الوضع الطارئ ألقى بظلال ثقيلة على تحضيرات الأسود، وسط مطالب جماهيرية عارمة بظهور مشرّف يتماشى مع طموحات المغاربة باستعادة اللقب القاري الذي غاب عن خزائنهم لعقود.

الإصابات المتوالية ضربت العمود الفقري للفريق، وعلى رأسها استمرار غياب نايف أكرد، أحد أبرز المدافعين، الذي يعاني من إصابة عضلية تهدد رسميا تواجده في المعسكر التحضيري المقرر لشهر يونيو.

ولم يكن أكرد الاستثناء، فغانم سايس القائد الروحي للدفاع المغربي يواصل رحلة التعافي من إصابة طويلة الأمد، فيما لا يزال شادي رياض وعبد الكبير عبقار يخضعان للعلاج، مع تأكيدات طبية تفيد بحاجة الأخير لفترة راحة قد تتجاوز ستة أسابيع.

هذا النزيف الدفاعي يثير قلق الطاقم التقني بقيادة الركراكي، خاصة وأن الاستقرار الدفاعي كان إحدى نقاط القوة الكبرى التي قادت المغرب لتحقيق إنجاز تاريخي بوصوله إلى نصف نهائي كأس العالم.

التحديات لا تقتصر على خط الدفاع فحسب، بل تمتد إلى بقية الخطوط، مع تزايد الإصابات وتراجع الأداء في مراكز حيوية. فقد تعرض إسماعيل الصيباري لاعب إيندهوفن لإصابة جديدة قد تحرمه من المشاركة في المواجهتين الوديتين ضد البنين وتونس، ما يزيد من حجم معاناة المنتخب في ظل الحاجة الماسة لتعزيز التناغم بين اللاعبين قبل الحدث القاري الكبير.

في الخط الأمامي، يعيش يوسف النصيري فترة فراغ هجومي، حيث فشل في تسجيل أي هدف خلال آخر سبع مباريات مع فريقه إشبيلية، ما أدى إلى تراجع دوره داخل الفريق وإبقائه احتياطيا في مواجهات حاسمة، وهو ما يضع علامات استفهام كبيرة حول جاهزيته الذهنية والبدنية.

الوضع لا يبدو أفضل بالنسبة لإلياس بن صغير، نجم موناكو الصاعد، الذي غاب عن التشكيلة الأساسية لفريقه منذ فبراير الماضي، وسط تساؤلات متزايدة حول مدى قدرته على استعادة مستواه المعهود قبل انطلاق المنافسات الإفريقية.

أما في خط الوسط، فيبقى الغموض سيد الموقف فيما يخص سفيان أمرابط، الذي لم يظهر مع فنربخشة التركي منذ منتصف مارس بسبب إصابة عضلية معقدة، رغم الجهود المبذولة من الطاقم الطبي لإعادته قبل نهاية الموسم.

ويزيد استمرار غيابه المحتمل من تعقيد مهمة وليد الركراكي في ظل محدودية الخيارات المتاحة في هذا المركز الحساس.

المعطيات المتوفرة تؤكد أيضًا غياب عدد آخر من الأسماء البارزة عن المعسكر المقبل لأسباب مختلفة، على رأسهم ياسين بونو، صمام الأمان في حراسة المرمى، والذي سينشغل مع نادي الهلال السعودي بالمشاركة في كأس العالم للأندية المقررة منتصف يونيو في الولايات المتحدة.

كذلك يغيب إبراهيم دياز نجم ريال مدريد، وجمال حركاس مدافع الوداد الرياضي، بالإضافة إلى الحارس المهدي بنعبيد، بسبب التزاماتهم مع أنديتهم في البطولة العالمية المرتقبة. هذه الغيابات الإلزامية ستحرم الركراكي من الاستفادة من قوام أساسي كان يعول عليه لبناء الانسجام وتجريب الخطط التكتيكية قبل كأس إفريقيا.

ومن المرتقب أن يدخل المنتخب المغربي معسكره الإعدادي بداية يونيو، استعدادا لمواجهتي تونس والبنين يومي 7 و10 من الشهر ذاته.

وهي محطتان وديتان تحملان أهمية كبيرة، ليس فقط للتحضير التقني والبدني، بل لاختبار العناصر البديلة التي قد تجد نفسها مضطرة لحمل مسؤولية الدفاع عن قميص الأسود في البطولة القارية.

بين ضغط الإصابات، وتذبذب مستويات بعض النجوم، وتحديات الغيابات الخارجية، تبدو مهمة وليد الركراكي شاقة أكثر من أي وقت مضى، وسط آمال معلقة على خبرته وحسن تدبيره لعبور هذه المرحلة الحرجة بأقل الخسائر، وإعداد منتخب قادر على إسعاد المغاربة ورفع علم المملكة عاليًا في سماء القارة الإفريقية.

آخر الأخبار