أرقام مقلقة حول انتشار سرطان البروستات بالمغرب

سرطان البروستات الأكثر فتكا بالرجال فوق الخمسين عاما..
أرقام مقلقة تستدعي تضافر الجهود والتحسيس بأهمية التشخيص المبكر
يُعد سرطان البروستات من أكثر أنواع السرطان شيوعاً لدى الرجال، فقد شهد المغرب سنة 2022 حوالي 4935 حالة جديدة
وتم تصنيفه ثاني أنواع السرطانات التي يصاب بها الذكور في المغرب بعد سرطان الرئة، بنسبة 16,1 في المائة
وبلغ معدل الإصابة بسرطان البروستات 12,3 لكل 100 ألف رجل في المغرب، ويعتبر أيضا ثاني السرطانات المسببة للوفاة لدى الذكور في المغرب بعد سرطان الرئة.
هذه الأرقام تجعل سرطان البروستات تحديا حقيقيا لدى المنظومة الصحية المغربية، وتفرض جهودا كبيرة في التحسيس والتوعية بأهمية التشخيص المبكر والذي أثبتت مختلف الدراسات أهميته ودوره في العلاج والحد من الآثار الوخيمة لمضاعفات سرطان البروستات.
سرطان البروستات شائع ويفرض تحديات كبيرة
البروستات من الغدد الذكورية الأساسية، وتلعب دوراً محورياً في إنتاج السائل المنوي، وهي من الأعضاء المهددة بشكل كبير للإصابة بالأورام الحميدة وبالسرطان.
ويُعد سرطان البروستات ثاني أكثر السرطانات شيوعاً لدى الرجال على الصعيد العالمي، بعد سرطان الرئة، وفقاً لتقارير الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC)،وينقسم إلى عدة أنواع:
السرطان الغدي (Adenocarcinoma): وهو الشكل الأكثر شيوعاً، ينشأ في الخلايا المفرزة للسائل البروستاتي.
السرطان الحرشفي (SquamousCell Carcinoma): نادر، وأكثر عدوانية.
السرطان الانتقالي (TransitionalCell Carcinoma): يبدأ في خلايا المثانة ويمتد إلى البروستات.
أشكال نادرة أخرى: مثل السرطان الصغير الخلايا (Small Cell Carcinoma).
وكشفت الدراسات التي تم إجراؤها بالمغرب أن:
متوسط عمر المرضى: 72 سنة.
أعراض أولية شائعة: علامات بولية انسدادية (38.3%) وتهييجية (21.4%)، وآلام عظمية (18.2%).
مستوى PSA: تراوح بين 10 و2000 نانوغرام/مل، بمتوسطبلغ 189.5.
نمط الورم: 100% من الحالات كانت مننوع السرطان الغدي.
نسبة المرضى في حالة متقدمة (T3 أو T4): 85.5%.
وتبيّن أن 69% من المرضى تم تشخيصهمبمستويات PSA تفوق 100نانوغرام/مل، ما يعكس التأخر الملحوظ في التشخيص.
وفقًا لبيانات GLOBOCAN2020، بلغ معدل الإصابة بسرطان البروستات في شمال إفريقيا 16.6 لكل 100,000 نسمة، مع زيادة قدرها 6 لكل 100,000 مقارنة بعام 2012.في المغرب، سُجلت 3990 حالة إصابة و1861 حالة وفاة بسرطان البروستات في عام 2019.
التشخيص المبكر نصف الحل
تشير الدراسات إلى أن سرطان البروستات في المغرب يشكل تحديًا صحيًا متزايدًا، مع ارتفاع في معدلات الإصابة وتأخر في التشخيص.
وتوصي معظم الدراسات بضرورة تعزيز برامج الفحص المبكر، وتوسيع نطاق التغطية الصحية، وإنشاء سجل وطني شامل للسرطان لتحسين جمع البيانات وتوجيه السياسات الصحية المستقبلية.
وبناءعلى هذه المعطيات ومن منطلق مسؤوليتها في التحسيس والتوعية، قررت الجمعية المغربية لصحة البروستات تنظيم مؤتمر علمي تحت شعار:
"نحو مقاربة شمولية لتشخيصوعلاج أمراض البروستات"، وذلك يوم السبت 3 ماي 2025 بمدينة مراكش، بمشاركة نخبة من الأطباء المتخصصين والباحثين والخبراء في طب وجراحة المسالك البولية والكلي،
لتسليط الضوء على آخر المستجدات العلمية في تشخيص وعلاج أمراض البروستات، بما في ذلك سرطان البروستات وتضخم البروستات الحميد، مع تسليط الضوء على تطورات البحث العلمي والتقنيات الطبية ودورها في تحسين جودة حياة المرضى وتسهيل العلاج وضمان نجاعته.
وفي الإطار ذاته، تنظم الجمعية المغربية لصحة البروستات بشراكة مع جمعية مراكش الرياضة للجميع السباق الأول على الطريق لصحة البروستات تحت شعار : "لنجرِ جميعا ضد سرطان البروستات"،
وذلك يوم الأحد 4 ماي 2025 بمراكش. وهو السباق الذي يهدف إلى التحسيس والتنبيه إلى مخاطر سرطان البروستات الذي يعد من أكثر الأمراض فتكا في صفوف الرجال فوق 50 عاما، والتوعية بأهمية التشخيص المبكر في الحل الآمن والناجع وتسهيل العلاجات غير الجراحية.
ويأتي هذا النشاط الذي اخترنا له شعار "نجري معاً ضد سرطان البروستات"، فيإطار حرص الجمعية المغربية لصحة البروستات على المساهمة في تنزيل التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله،
الرامية إلى جعل صحة المواطن المغربي في صلب التنمية الشاملة وجعلها أولوية وطنية كبرى، حيث ما فتئ جلالته يدعو إلى تعزيز الوعي الصحي، والاهتمام بالوقاية والكشف المبكر، وانخراطا من الجمعية في الورش الملكي الكبير المتعلق بالحماية الاجتماعية.
وإننا إذ ننظم هذا الحدث الرياضي التوعوي، فإننا نؤكد أن المملكة المغربية تمتلك كل المقومات والإمكانيات اللازمة لمواجهة داء سرطان البروستات، سواء من
حيث البنيات التحتية الصحية، أو الكفاءات الطبية والتمريضية والتقنية العالية التأهيل، مما يجعل بلادنا في موقع ريادي على مستوى المنطقة.
كما أن المغرب، بفضل رؤية جلالة الملك وتوجيهاته الرشيدة، أصبح مؤهلا ليكون في مصاف الدول الرائدة، لاسيما في مجال الوقاية من الأمراض المزمنة ومحاربتها، وعلى رأسها سرطان البروستات.