قرار الوداد المفاجئ بشأن موكوينا يثير مخاوف قانونية

تسود حالة من الترقب والقلق في أوساط جماهير نادي الوداد الرياضي عقب البلاغ الأخير الصادر عن المكتب المديري للنادي، والذي أعلن بشكل مفاجئ عن منح مدرب الفريق الأول، الجنوب إفريقي رولاني موكوينا، رخصة استثنائية تمتد إلى ما بعد نهاية الموسم الرياضي، مع تأكيد الانفصال عنه فور إسدال الستار على البطولة الاحترافية.
القرار، الذي جاء في وقت حساس يعرف فيه الفريق تراجعاً لافتاً في النتائج، فتح الباب أمام تساؤلات قانونية وفنية وجماهيرية حول خلفياته وتبعاته المحتملة، خاصة في ظل الغموض الذي اكتنف مضامين البلاغ وطريقة تدبير مرحلة ما بعد موكوينا.
وكان الخبير في القوانين الرياضية والمسير السابق بنادي المغرب الفاسي، محمد مجتهد، من أوائل من عبّروا عن تحفظاتهم إزاء الصيغة التي خرج بها بلاغ الوداد.
ففي تدوينة نشرها على صفحته الشخصية فيسبوك، أبدى مخاوفه من تداعيات قانونية قد تترتب عن هذا القرار، معتبراً أن البلاغ في حال غياب وثائق تثبت وجود طلب رسمي من المدرب للحصول على الترخيص، أو اتفاق مكتوب يحدّد بوضوح شروط الانفصال، قد يتحول إلى مستند قانوني ضد النادي وليس لصالحه.
وأشار مجتهد إلى أن البلاغ قد يُفهم كإعلان من طرف واحد عن فسخ العقد، وهو ما يفتح المجال أمام المدرب للطعن فيه والمطالبة بتعويضات مالية تفوق المتوقع.
كما حذّر من إمكانية استغلال موكوينا لما تبقى من الموسم، خاصة إذا نجح الفريق في احتلال المركز الثاني تحت إشراف الإدارة التقنية المؤقتة، معتبراً أن ذلك قد يمنح المدرب فرصة قانونية للمطالبة بباقي مستحقاته المالية عن الفترة المتبقية من العقد، بدعوى أنه ساهم بشكل غير مباشر في النتائج الإيجابية، ولو غاب فعلياً عن مقاعد البدلاء.
نادي الوداد، من جهته، حرص على التوضيح في بلاغه الرسمي أن منح الترخيص جاء استجابة لطلب شخصي من موكوينا، نظراً للضغوطات النفسية التي عاشها في الآونة الأخيرة، مؤكداً أن نهاية العلاقة التعاقدية ستكون فور انتهاء البطولة، وأن الأمر لا يستوجب أي تعويضات مالية إضافية خارج الأجور الشهرية المستحقة.
كما أعلن المكتب المسير عن تكليف المدير الرياضي أمين بنهاشم بقيادة الفريق مؤقتاً إلى غاية نهاية الموسم، في محاولة لاحتواء الوضع وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من موسم اعتبره كثيرون مخيباً للآمال.
في ظل هذا الوضع المتقلب، تعيش جماهير الوداد حالة من الغضب وخيبة الأمل بسبب الأداء غير المقنع للفريق هذا الموسم، والذي شهد إقصاءً من مختلف البطولات المحلية والقارية، دون تحقيق أي لقب.
وطالت الانتقادات المدرب موكوينا بسبب غياب استراتيجية فنية واضحة، وعدم القدرة على فرض أسلوب لعب يليق بتاريخ النادي وطموح جماهيره، كما لم تُسعفه التعاقدات الجديدة في قلب موازين الأداء، لتتزايد المطالب بإقالته منذ أسابيع، وهو ما يبدو أن إدارة الفريق تجاوبت معه بأسلوب يحاول الموازنة بين احترام العقد وتفادي التوتر مع المدرب.
ومع اقتراب إسدال الستار على الموسم، يبقى الرهان الوحيد أمام الوداد هو ضمان مركز وصيف البطل، في انتظار عملية إعادة بناء شاملة قد تبدأ مع تعيين طاقم تقني جديد.
وفي خضم هذا المشهد المعقّد، تبقى كل الأنظار موجهة نحو مستقبل النادي، سواء من حيث اختياراته الإدارية أو قراراته القانونية، وسط تحذيرات خبراء القانون الرياضي من مغبة أي زلة إجرائية قد تفتح باب نزاع مكلف، لا يتحمّل النادي تبعاته في ظرفية مالية وفنية صعبة.