النصاب "هشام جيراندو" ولعبة "المصادر" بعدما نزعت عنه ثدي الابتزاز

سمير الحيفوفي
اللعنة على "المصادر".. ولقد بلغ السيل الزبى من هذه الفرية، فكلما أطل علينا النصاب "هشام جيراندو"، ليهذي وليرجف، يرجع ذلك إلى ما توصل به من "المصادر"، ويتمترس وراء هذه اللازمة، مثيرا للشفقة بعدما حوصر ونزعت عنه "ثدي" الابتزاز التي ظل يرضع منها، ويصرف ما تبقى له بعد "التمتع"، على والدته المسنة طمعا في رضا ممسوخ بآلام ولواعج من ابتزهم.
وإذ امتهن النصاب "هشام جيراندو" التلاعب بأعراض الناس، فإنه أيضا تعلم التلاعب بضعاف العقول عبر الاختباء وراء "المصادر"، وفي هذيانه لا ينفك عن تقديمها، طمعا في إضفاء الإثارة والغموض على ترهاته وخزعبلاته، وليزيد في السيطرة على عقول القطيع الذي يتابع شطحاته، التي يرمي من ورائها التعتيم على حقيقة واحدة، وهي أنه نصاب بامتياز.
ويصر المحتال "هشام جيراندو"، على الظهور عبر فيديوهاته، لعله يداوي مصابه بعدما عاين شبكة النصب التي نسجها تتلاشى أمامه وتتداعى معه آماله في استدامة ابتزازه لضحاياه، "جني" دعوات الرضا من والدته، التي أسمنها لسنوات بالسحت الذي كان يضخ في الحسابات المالية التي يصرف عليها منها.
وكما عاد النصاب إلى كندا، فإن السبل ضاقت به، وكان أن سقط أحد أفراد شبكته، في مدينة تمارة، والذي لم يكن غير سمسار، كان يقدم نفسه على أنه مسؤول أمني، ويمده بمعلومات ليتربحا منها معا، فإن "هشام جيراندو"، الذي لم يعد له غير هاتفه، لم يجد بدا غير المطاوحة بـ"المصادر" يمنة ويسرة، ليتحدث في كل شيء.
وبلغ "هشام جيراندو" الدرك الأسفل من الخسة والانحطاط، إذ له من الوقت متسع كبير ليطل عبر الـ"يوتيوب" وليرجف من خلاله، دون أن يشغله، وهو الذي يدعي أنه مالك لعلامة تجارية في صناعة الألبسة، بما يؤكد على أن المارق مريض بهداءات العظمة التي تجعله يكذب ويصدق أكاذيبه.
وأصبح هذا المأفون يتوهم نفسه "صحفيا" و"محققا"، بعدما كسد نصبه وبار ابتزازه، وضاقت به السبل، فراح يستجدي اللايكات والمتابعات عبر زريبة "يوتيوب"، بعدما لم يعد له من رأسمال يروجه غير الأراجيف والادعاءات، وقبل كل شيء الدناءة التي يبديها والرداءة التي تتقطر منه، كلما تحدث.
وجرب النصاب المحتال كل الاستراتيجيات والتكتيكات، ليظهر أنه متجرد من الوضاعة التي تلتصق بكل خائن كفور بالوطن، وبأنه قبل كل شيء يائس غير ذي حق يخوض معارك محسومة في مواجهة مغاربة أقحاح، لا يولون اهتماما إلا لوضع حد للنصابين من أمثاله، وإنقاذ ضحايا مفترضين من براثنه، بعدما استلذ بنهش أعراض من سبقوهم في السقوط في حبائل شبكة النصب التي نسجها.
لقد غاص النصاب "هشام جيراندو" في وحل الخطايا كثيرا، ولم يعد مجرد عابر زلت قدماه، بل نصب نفسه في مواجهة مؤسسات وطنية متسلحا بالبهتان، ولا يضيره الترويج له تحت غطاء "المصادر"، لكن ليس كل ذي عقل حصيف يمكن التلاعب به، من قبل إمَّعة، ساءه كثيرا أن يرى أعضاء شبكته يسقطون تواليا مثل قطع الـ"دومينو"، وخلع "ثدي" الابتزاز عنه.