الشرعي: لم يبدأ كرة القدم إلا في سن 16.. لكنه اليوم نجم في اسكتلندا

في موسمه الأول بالدوري الاسكتلندي الممتاز، فرض المهاجم المغربي حمزة إيغامان نفسه كأحد أبرز الوجوه الصاعدة في أوروبا، بعد أن بصم على أداء لافت بألوان نادي رينجرز، قادمًا من صفوف الجيش الملكي.
وأمام هذا التألق المبكر، لم يتردد الإطار الوطني عصام الشرعي، المدرب المساعد لفريق رينجرز، في التعبير عن إعجابه الكبير بإمكانات اللاعب، مؤكدًا أن إيغامان يملك موهبة فطرية تؤهله للوصول إلى أعلى المستويات إذا واصل العمل والتطور بالوتيرة ذاتها.
الشرعي، الذي سبق له الإشراف على اللاعب في أول استدعاء له مع منتخب وطني، استعاد بداياته مع الكرة قائلاً إنه تابع خطواته الأولى عندما كان لا يزال في صفوف الجيش الملكي، حيث أبان منذ البداية عن مهارات فنية لافتة رغم بدايته المتأخرة في عالم الكرة، بعدما لم يلمس المستديرة بشكل منتظم إلا في سن السادسة عشرة.
غير أن هذه الانطلاقة المتأخرة، حسب الشرعي، لم تمنعه من الالتحاق سريعًا بالفريق الأول، ليشق طريقه نحو الاحتراف من بوابة نادٍ تاريخي في أوروبا.
وتحدث الشرعي عن صفات اللاعب التقنية قائلاً إن إيغامان يتخذ قراراته بسرعة لافتة عند استلام الكرة، ويقوم بتصرفات تثير دهشة الطاقم التقني أحيانًا، مضيفًا أن مثل هذه القدرات يصعب تعليمها أو تلقينها للاعبين في سن متقدمة.
لكنه، في الوقت نفسه، أشار إلى أن اللاعب لا يزال مطالبًا بتحسين بعض الجوانب، لا سيما على المستويين التكتيكي والبدني، إذا ما أراد تثبيت أقدامه في الدوريات الكبرى.
وأوضح أن من أبرز الأمور التي ينبغي على المهاجم المغربي العمل عليها هو التنويع في تحركاته داخل منطقة الجزاء، وفهم اللحظة المناسبة للتسلسل خلف الخطوط أو طلب الكرة في المساحات، بدل الاكتفاء باللعب على القدم.
كما شدد على أهمية تعزيز لياقته البدنية بحكم عدد المباريات الكبير الذي يخوضه لأول مرة في مسيرته، ما يتطلب جهدا مضاعفًا من حيث التأقلم البدني والذهني.
ورغم هذه الملاحظات التقنية، بدا الشرعي واثقًا من مستقبل اللاعب، معبرًا عن تفاؤله الكبير بقدرته على الوصول إلى مستويات عالية جدًا في حال واصل الالتزام والتعلم، مؤكدًا أن كل الإمكانات والموهبة متوفرة، وينقصه فقط الإصرار على التطور والاستمرارية.
ويمتد عقد إيغامان مع رينجرز بعد انضمامه إلى النادي في صيف العام الماضي، قادمًا من فريق الجيش الملكي، في صفقة بلغت قيمتها نحو 1.5 مليون جنيه إسترليني.
وخلال موسمه الأول، شارك اللاعب في 43 مباراة مع الفريق، وتمكن من تسجيل 15 هدفًا، وهي حصيلة جعلته يحصد جائزة أفضل لاعب شاب في الدوري الاسكتلندي من قبل رابطة اللاعبين المحترفين، إضافة إلى فوزه بجائزة أفضل هدف في الموسم، ما يكرّس حضوره البارز كلاعب شاب واعد يمثل مستقبل الكرة المغربية في أوروبا.
في ظل هذه المعطيات، يبدو أن حمزة إيغامان يسير بخطى واثقة نحو كتابة فصل جديد من مسيرته الاحترافية، وسط إشادة متزايدة من الإعلام الاسكتلندي، وترقب جماهيري مغربي كبير على ما سيقدم في كأس أمم إفريقيا 2025 رفقة المنتخب المغربي الأول لكرة القدم.