304 ملايين أورو للمرحلة الثانية من ملعب بنسليمان.. خطوة مغربية نحو المجد الرياضي

الكاتب : انس شريد

02 مايو 2025 - 11:50
الخط :

في خطوة تؤكد التزام المغرب بتعزيز حضوره على الساحة الرياضية الدولية، يراهن المسؤولون على ملعب الحسن الثاني ببنسليمان ليكون أحد أبرز معالم نهائيات كأس العالم 2030، التي ستُنظَّم بشراكة ثلاثية مع إسبانيا والبرتغال.

المشروع، الذي يُنتظر أن يتحول إلى أكبر ملعب كرة قدم في العالم بطاقة استيعابية تبلغ 115 ألف متفرج، يتخذ موقعًا استراتيجيًا على بعد نحو 38 كيلومترًا من الدار البيضاء، و14 كيلومترًا فقط من المنصورية، ما يجعله سهل الولوج من مختلف مناطق المغرب، ويضعه في قلب محور حضري متطور.

هذا المشروع الرياضي العملاق، الذي يُقام على مساحة تتجاوز 100 هكتار وسط غابة المنصورة التابعة لإقليم بنسليمان، لن يكون مجرد ملعب، بل منشأة متعددة الوظائف تستجيب لأحدث المعايير التي يفرضها الاتحاد الدولي لكرة القدم.

وسيتضمن الملعب مرافق من الطراز الرفيع، تشمل فنادق فاخرة، مراكز للمؤتمرات والمعارض، محطتين للقطار من بينها واحدة خاصة بالقطار فائق السرعة، إضافة إلى فضاءات لركن السيارات، وقاعات للندوات، وملعب خاص بالألعاب القوى.

هذه البنية المتكاملة ستجعل منه وجهة رياضية وسياحية في آن واحد، تعزز من الجاذبية الاستثمارية للمنطقة وتكرّس موقع المغرب في قلب الخريطة الرياضية العالمية.

وقد أطلق المغرب، حسب وكالة الأنباء الإسبانية، طلب عروض جديدًا يخص المرحلة الثانية من أشغال بناء هذا الصرح، بقيمة مالية تناهز 304 ملايين يورو، أي ما يعادل أزيد من 3.2 مليارات درهم مغربي، وستشمل هذه المرحلة الأشغال المتعلقة بالعزل المائي، والهيكل المعدني، والأسقف، والنجارة، والطلاء.

ووفق الوثائق الرسمية، ستستغرق هذه المرحلة 30 شهرًا، فيما تقرّر فتح المظاريف لاختيار الشركة المنفذة في 10 يونيو المقبل.

ويأتي هذا بعد الانتهاء من المرحلة الأولى من المشروع، التي همّت تهيئة وتسوية الأرض، والتي نالتها شركة SGTM بكلفة بلغت 33 مليون يورو.

المهندس المغربي طارق ولعلو، الذي يقود المشروع، صرّح، حسب وكالة الأنباء الإسبانية، أن الملعب سيُشيَّد وفقًا لأحدث المعايير العالمية، ووفق إرشادات “فيفا”، مع الحرص على الاستفادة من تجارب تنظيم نسخ سابقة لكأس العالم، مما يمنح المشروع بعدًا هندسيًا وتخطيطيًا يتجاوز المفهوم التقليدي للملاعب.

وأوضح ولعلو أن الملعب سيحصل على شهادة الجودة البيئية العالية (HQE)، في دلالة على التزامه بمعايير الاستدامة والنجاعة الطاقية، مما يعكس توجّه المغرب نحو مشاريع رياضية صديقة للبيئة.

كما نقلت وكالة الأنباء الإسبانية أن الاتحاد الدولي لكرة القدم وافق على إدراج ملعب الحسن الثاني، إلى جانب ملعب سانتياغو برنابيو بمدريد، وملعب كامب نو في برشلونة، ضمن قائمة الملاعب المرشحة لاستضافة المباراة النهائية لمونديال 2030.

هذا الاختيار يعكس الثقة المتزايدة التي بات يحظى بها المغرب كمستضيف لأكبر التظاهرات الكروية، ويؤشر إلى قفزة نوعية في طموحاته الرياضية والاقتصادية على الساحة الإقليمية والدولية.

من خلال هذا المشروع، لا يسعى المغرب فقط إلى تقديم بنية تحتية رياضية متطورة، بل إلى ترسيخ صورته كبلد قادر على تنظيم فعاليات عالمية بمعايير عالية، وعلى تقديم تجربة استثنائية للجماهير والزوار.

ويأمل المسؤولون أن يشكل ملعب الحسن الثاني رمزًا لهذا الطموح، وأن يكون منصة لإبراز قدرات المغرب على الابتكار والتخطيط، بما يواكب الدينامية التنموية التي تعرفها المملكة في السنوات الأخيرة.

ومع التقدم المضطرد في الأشغال، يزداد الرهان على هذا الملعب ليكون ليس فقط الأكبر من حيث الطاقة الاستيعابية، بل الأجمل والأكثر تكاملاً على الصعيد الدولي.

آخر الأخبار