الركراكي يراقب وأنشيلوتي يستدعي.. لخديم بين تطلعات ريال مدريد وآمال المغرب

الكاتب : انس شريد

03 مايو 2025 - 06:30
الخط :

في ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها ريال مدريد بسبب النقص الحاد في صفوف خط دفاعه، برز اسم المغربي الشاب يوسف لخديم كأحد الحلول الاضطرارية والمبشرة في آنٍ واحد للمدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، الذي وجد نفسه مضطراً للعودة إلى خزان المواهب داخل النادي بحثاً عن بدائل موثوقة.

وجعلت الإصابات المتكررة التي طالت أسماء بارزة مثل فيرلاند ميندي وأنتونيو روديغير ودافيد ألابا، أنظار الجهاز الفني تتجه نحو الفريق الرديف “كاستيا”، حيث برز لخديم كخيار واعد وذي جاهزية عالية.

ورغم عدم حصوله على فرصة اللعب مع الفريق الأول حتى الآن، بعدما كان حاضراً في مباراتي أتالانتا في دوري أبطال أوروبا ورايو فاييكانو في الليغا دون أن يغادر مقاعد البدلاء، إلا أن استدعاءه المتكرر يعكس ثقة متزايدة من الطاقم الفني بقدراته.

ويعد لخديم، البالغ من العمر 19 عاماً، من الركائز الأساسية في فريق كاستيا الذي يقوده راؤول غونزاليس، وقد خاض معظم مباريات الموسم مسجلاً هدفاً ومانحاً أربع تمريرات حاسمة خلال 2600 دقيقة لعب، في أداء يؤكد جاهزيته لتحديات أكبر.

وبدأن الموهبة المغربية المولودة في مدريد من أم مغربية وأب إسباني، رحلتها الكروية منذ السابعة من العمر، متنقلاً بين مدارس كروية عدة، قبل أن يحط الرحال في أكاديمية ريال مدريد سنة 2017.

منذ ذلك الحين، تدرج يوسف لخديم بسرعة لافتة في صفوف الناشئين، مظهراً إمكانيات فنية وتكتيكية جعلته محط اهتمام مسؤولي النادي، الذين سارعوا إلى تمديد عقده إلى غاية 2028، في خطوة تهدف إلى الحفاظ عليه وتفادي سيناريوهات رحيل مواهب سابقة مثل أشرف حكيمي.

ولا يقتصر حضور لخديم، فقط على المشهد المحلي داخل أروقة ريال مدريد، بل يمتد إلى الساحة الدولية، حيث لعب خمس مباريات مع منتخب المغرب لأقل من 20 سنة، كما تلقى استدعاء من المدرب وليد الركراكي لصفوف المنتخب الأول دون أن يشارك بعد.

وأبدى الركراكي إعجابه مرارا بإمكانيات اللاعب، وأشار إلى متابعته عن كثب ضمن مشروع طويل الأمد لإعادة بناء المنتخب الوطني بعناصر شابة وطموحة.

وأصبحت إمكانية منح لخديم فرصة حقيقية مع ريال مدريد، أكثر واقعية، خصوصاً مع توالي الإصابات وتراجع مستوى بعض اللاعبين في مركز الظهير الأيسر، وفي مقدمتهم الفرنسي فيرلاند ميندي.

أنشيلوتي قد يجد في لخديم الجواب المناسب لحاجيات الفريق التكتيكية، بفضل توازن أدائه بين الشقين الدفاعي والهجومي، وقدرته على تقديم الإضافة في مباريات الدوري المحلي أو في حال احتدام المنافسة في دوري الأبطال.

وفي حال نيله دقائق لعب مع الفريق الأول، فإن هذا التحول في مساره قد يفتح له أبواب المنتخب الوطني بشكل أكبر، خصوصاً مع اقتراب المباراتين الوديتين ضد تونس وبنين في يونيو المقبل، ضمن استعدادات المغرب لكأس أمم أفريقيا المرتقبة على أراضيه في شتاء 2026.

ومع الغيابات المحتملة لعدد من الركائز الأساسية بسبب الإصابات أو الارتباطات مع الأندية المشاركة في كأس العالم للأندية، فإن لخديم سيكون من بين الأسماء التي قد يستنجد بها الركراكي لتعويض تلك الغيابات.

وتقف الموهبة المغربية الشابة اليوم على أعتاب لحظة فارقة في مسيرتها الكروية. الانتقال من مقاعد البدلاء إلى عشب البرنابيو أو ملاعب الليغا، ولو لدقائق معدودة، سيكون له وقع كبير على مستقبله الرياضي وعلى موقعه داخل خارطة المنتخب المغربي.

آخر الأخبار