تقرير رسمي: حضور باهت للمرأة في الاعلام خلف عدسة التحيز

الكاتب : عبد اللطيف حيدة

04 مايو 2025 - 01:00
الخط :

يبدو أن عقود البرامج والقرارات والإجراءات التحفيزية من أجل رفع مستوى مشاركة المرأة في الاعلام لم تأت أكلها رغم تصاعد الخطاب الداعي إلى الإنصاف والمساواة بين الجنسين في الفضاء الإعلامي.
وأكد تقرير صادر عن الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري "الهاكا"، أن المرأة في المغرب لا تزال تواجه الاقصاء على مستوى برامج الاعلام العمومي.
ولفت المصدر أنه يتم تمثيل النساء تمثيلا باهتا ومحدودا في الاعلام العمومي، خاصة داخل نشرات الأخبار.
وشدد تقرير "الهاكا" على أنه يغلب الحضور الذكوري على المشهد الإعلامي العمومي بالمغرب.

التقرير الذي أنجز في إطار المشروع العالمي لرصد الإعلام، استند إلى تحليل محتوى نشرات إخبارية بثتها محطات تلفزيونية وإذاعية مغربية، إلى جانب الصحافة الإلكترونية، خلال يوم واحد اعتبر نموذجيا، الذي هو 11 يوليوز 2020، وكشفت نتائجه فجوة واضحة، إذ أفاد أن النساء لم يمثلن سوى 22% من الحضور الإعلامي، مقابل 78% للرجال.

ورغم بعض المبادرات التي تسعى لتكريس مبدأ المساواة، إلا أن التقرير أشار إلى أن تمثيل النساء في مواقع الخبرة والتحليل ظل هامشيا، إذ لم يتجاوز 15%.
هذا التفاوت، وفق "الهاكا" لا يتعلق فقط بالأرقام، بل يعكس نمطا بنيويا في انتقاء الضيوف والمصادر، حيث يستبعد صوت النساء كمنتجات للمعرفة أو كصاحبات رأي، ويتم حصر مشاركتهن في أدوار نمطية، مثل الضحية أو المتحدثة عن تجربة شخصية.

ونبهت الهاكا إلى أن هذه الصورة النمطية ليست بريئة، بل تغذيها سرديات إعلامية موروثة، تعيد إنتاج التمييز الجندري في القوالب والمضامين.
وقد خلصت ورشة نظمتها الهيئة في 29 أبريل 2025 إلى أن الإعلام المغربي، رغم بعض المكاسب، لا يزال يفتقر إلى رؤية جذرية تراعي مقاربة النوع بشكل فعال، بعيدا عن الحلول التجميلية أو الحصص الرمزية.

ولفت التقرير إلى ما اعتبره "تحيزا في جوهر الخطاب الإعلامي"، موضحا أن غياب النساء عن مواقع القرار الإعلامي ينعكس على آلية انتقاء المصادر وتحديد الزوايا التحريرية.
في المقابل، يحتكر الرجال صفات الخبير والمسؤول والفاعل، في مشهد يكرس الهيمنة الذكورية داخل غرف التحرير.

ورغم كل ذلك، لا يخفي التقرير تفاؤله المشروط، معتبرا أن بداية التغيير الحقيقي يجب أن تنطلق من المؤسسات الإعلامية نفسها، ومن قناعة راسخة بأن إنصاف المرأة في الإعلام ليس ترفا حقوقيا، بل ركيزة أساسية لأي مشروع ديمقراطي حقيقي.

 

آخر الأخبار