"قصتي مع التراث: مقاطع من السيرة الذاتية للمؤلف التي لها علاقة بالتراث"، كتاب جديد لأحمد الطلحي، الخبير في البيئة والتنمية والعمارة الإسلامية
صدر الكتاب الثامن لأحمد الطلحي، الخبير في البيئة والتنمية والعمارة الإسلامية، بعنوان "قصتي مع التراث، وهو عبارة عن سيرته الذاتية،ولكنها اقتصرت فقط على ما كان له علاقة بالتراث في حياته، كما جاء في العنوان الجانبي للكتاب "مقاطع من السيرة الذاتية للمؤلف التي لها علاقة بالتراث".
هذا الإصدار الجديد الذي يتكون من 240 صفحة، هو الثامن للكاتب بعد سبعة كتب سابقة وهي:
"ثقافة التنمية"، نشر في عام 2007، كتاب ورقي طبع بفاس
"العمل الجمعوي بإقليم الفحص-أنجرة"، كتاب بالاشتراك مع مؤلفين آخرين، نشر في عام 2007،كتاب ورقي طبع بطنجة
"دليل محمية جبل موسى للتنوع البيولوجي"، كتاب بالاشتراك مع مؤلفين آخرين، نشر في عام 2008،كتاب ورقي طبع بطنجة
"التراث المعماري لطنجة: تراث متفرد لمدينة عالمية ومتعددة الثقافات"، كتاب إلكتروني نشر في عام 2022 بأربع لغات: العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية
-"التراث الطبيعي لطنجة: تراث متنوع ومتميز"، كتاب إلكتروني نشر في عام 2023
"المصطلحات الجغرافية في القرآن الكريم"، كتاب إلكتروني نشر في عام 2023
"السلوقية أولا: قصة نضال لإنقاذ محمية طبيعية"، كتاب إلكتروني نشر في عام 2024
والكتاب، كما صرح بذلك الكاتب نفسه، "اقتصرفي الحديث على ما له علاقة في حياتي بالتراث، لكني وحتى أضع هذه العلاقة في إطارها العام ووفق سياق زمني، كان لا بد من التعرض لفترات من حياتي الشخصية ولبعض الأحداث التي عشتها".
الكتاب يتكونبالإضافة إلى المقدمة والخاتمة من قسمين، هما:
القسم الأول: ويهم حياة المؤلف من سن المولد إلى سن الأربعين تقريبا، حيث كانت الأعوام العشرون الأولى كلها بطنجة، والعشرون الثانية قضاها خارج طنجة. وقسم هذا القسم إلى ثلاثة فصول، كل فصل خصص لمرحلة من مراحل حياته، بحسب مكان إقامته، وذلك كالتالي:
الفصل الأول: خصصه لمرحلة إقامته الأولى في مدينة طنجة، وهي مرحلة الطفولة والنشأة، من الميلاد في عام 1965 إلى مغادرة المدينة في عام 1985 لمتابعة الدراسة الجامعية في مدينة فاس
الفصل الثاني: ويغطي مرحلة إقامته في مدينة فاس، من عام 1985 إلى عام 2001، أي لمدة 16 عاما، على أنه أقام عاما واحدا خلال هذه المرحلة في مدينة الرباط لمتابعة الدراسة في السلك الثالث في السنة الجامعية 1989-1990 ثم عاد مجددا إلى مدينة فاس
الفصل الثالث: وهو يخص مرحلة إقامته في مدينة مراكش، من عام 2001 إلى عام 2004، أي لمدة ثلاثة أعوام
القسم الثاني: وهو يغطي مرحلة العودة للإقامة مجددا في مدينة طنجة، من عام 2004 إلى عام 2024، أي لمدة 20 عاما. وقسم هذا القسم إلى ثلاثة فصول أيضا، لكن ليس بناء على مراحل عمرية في ارتباط مع مكان الإقامة، كما فعل في القسم الأول، وإنما بحسب نوع الأنشطة التي قام بها خلال هذه المرحلة، وذلك كالتالي:
الفصل الأول: تطرق فيه لعمله في إطار الوظيفة العمومية ولأنشطته الأكاديمية والثقافية والإعلامية
الفصل الثاني: وخصصه للحديث عن تجاربه الجمعوية، خلال ال20 عاما الأخيرة، وركز فيه أساسا على التجارب التي كان له فيها دور كبير
الفصل الثالث: وتناول الحديث عن تجربته في المجالس الجماعية لمدة ستة أعوام من 2015 إلى 2021
ولخص الكاتب في خاتمة الكتاب علاقته بالتراث بالنسبة لكل مرحلة من مراحله العمرية، وذلك بالقول:
"كانت علاقتي بالتراث في مرحلة إقامتي الأولى في طنجة علاقة التأثر بالتراث لا غير، وعدم القيام بأي عمل لحمايته أو تثمينه، بسبب أنها كانت مرحلة الطفولة وبداية الشباب، وبالتالي الوعي بموضوع التراث لم يكن قد تولد بعد. هذا التأثر كان نتاجا بصفة أساسية لعمل الوالد رحمه الله في السياحة وبعض من أفراد عائلتي، وكذلك عمل والدتي حفظها الله في الصناعة التقليدية وكذلك الأمر بالنسبة لعدد من نساء العائلة. طبعا وكجل المغاربة علاقتنا بالتراث علاقة قوية، تتجلى في أثاث وتجهيزات بيوتنا، وفي ملابسنا التقليدية، وفي عاداتنا وتقاليدنا، وفي فنوننا وصناعتنا التقليدية، وفي المدن العتيقة والمئات من القصور والقصبات والقلاع...
في المرحلة الثانية التي أقمت فيها في مدينة فاس، كانت هي المرحلة التي تولد لدي فيها حب التراث، خصوصا التراث المعماري، والإيمان بضرورة الحفاظ عليه وتثمينه لأنه يجسد هويتنا ويختزن ذاكرتنا التاريخية، وهو جزء من اقتصادنا بل يمكن أن يصبح قاطرة للتنمية إذا استثمرناه الاستثمار الأمثل. في البداية تأثرت بعظمة وجمالية مدينة فاس العتيقة وبتنوع وأصالة حرف الصناعة التقليدية بها، وبعد ذلك درست التراث وأنجزت بحوثي الأكاديمية حوله، وشاركت كاستشاري في عدد من الدراسات التي أنجزت لإنقاذه وتثمينه، كما قدمت دروسا لعدة أعوام حوله.
وفي المرحلة الثالثة التي أقمت فيها في مدينة مراكش، بعد تعييني فيها موظفا في وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير، وكان تخصصي في التراث وأساسا في العمارة الإسلامية هو سبب تعييني في هذه المدينة التاريخية التي لا تقل مكانة من الناحية التراثية عن مدينة فاس. في هذه المرحلة وبالإضافة إلى استمرار اهتمامي واشتغالي بالتراث المعماري، تولد لدي أيضا الاهتمام بأهمية التراث الطبيعي وبضرورة الحفاظ عليه وتثمينه. لكن، في هذه المرحلة كاناهتمامي بالتراث أكثر في عملي الوظيفي الذي استحوذ على باقي الأنشطة.
عند عودتي للإقامة الدائمة في مدينتي طنجة، عدت وأنا أحمل معرفة واسعة بالتراث وتجارب وخبرة لا بأس بها في كيفية المحافظة على التراث وتثمينه، خاصة التراث المعماري والتراث الطبيعي. وترجم حماسي بالعناية بتراث مدينتي إلى أفعال ملموسة ومتنوعة، جزء منها كان عبر عملي الوظيفي، لكن الكثير منها كان من خلال أنشطتي الأكاديمية والثقافية والإعلامية والجمعوية وأنشطتي التي قمت بها في مرحلة التدبير في المجالس الجماعية التي كنت عضوا فيها."
وكخلاصة عامة لعلاقته بالتراث، يقول الكاتب:"إنني راض والحمد لله على ما قدمته خدمة لتراث مدينتيوبلدي، بحسب الإمكانيات التي أتيحت لي والظروف التي عشتها، لكني لست راضيا أبدا على وضعية التراث في بلدي عموما وفي مدينتي طنجة خصوصا، بالرغم من كل المجهودات التي بذلت خصوصا في الأعوام الأخيرة. أمامنا الكثير من الأعمال المطلوبة للمحافظة على تراثنا وتثمينه، وفي مقدمتها تعميم الوعي بأهمية التراث وأهمية المحافظة عليه حتى يصبح ثقافة متجذرة عند نخبنا وعموم شعبنا على حد سواء. وهذا الأمر ليس بعسير، إذا حضرت العزيمة والإرادة، ويكفي الاقتداء بالدول التي لها باع في هذا المجال لتحقيق المراد".