الرجاء يبحث عن من يقود سفينته.. وأبرز مرشح يتراجع عن فكرة الترشح

تعيش أروقة نادي الرجاء الرياضي على وقع حراك غير مسبوق مع اقتراب موعد الجمع العام، المزمع عقده لاختيار رئيس جديد يقود سفينة الفريق الأخضر خلال مرحلة تعدّ من أدق المراحل في تاريخه، حيث تختلط التطلعات الجماهيرية بالتحديات المالية والتنظيمية التي تواجه النادي.
وفي ظل هذا المشهد المتقلب، تتسارع التحركات خلف الكواليس من قبل عدد من الأسماء الراغبة في التقدم نحو رئاسة النادي، وسط أجواء مشحونة بالتساؤلات حول قدرة أي من المرشحين المحتملين على تلبية انتظارات الرجاويين، سواء من حيث التسيير الاحترافي أو معالجة الأزمة المالية الخانقة التي ترهق كاهل الفريق.
صراع محتدم دون أسماء "مقنعة"
وبات الصراع في الوقت الراهن محصورًا بين ثلاث شخصيات بارزة في المشهد الرجاوي، ويتعلق الأمر بكل من عمر المسيوي، وسعيد حسبان، وعبد الله بيراوين، الرئيس الحالي للنادي.
ورغم حضور هذه الأسماء في دائرة التنافس، إلا أن جزءًا واسعًا من الجماهير الخضراء لا يرى فيها الحل الأمثل، معتبرةً أن المرشحين الحاليين يفتقرون إلى الإمكانيات المادية والرؤية الإدارية القادرة على إحداث نقلة نوعية في طريقة تدبير النادي، فضلًا عن غياب خطط واضحة لتسوية الديون المتراكمة التي تهدد مستقبل الرجاء الرياضي.
انسحاب يربك الحسابات
في تطور مفاجئ، قرر عبد السلام بلقشور، رئيس العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية، التراجع عن فكرة الترشح لرئاسة الرجاء، رغم كونه الاسم الأوفر حظًا في نظر فئات عريضة من الجماهير والمتابعين، الذين رأوا فيه شخصية ذات كفاءة وخبرة قادرة على تحويل النادي إلى مؤسسة رياضية احترافية مستدامة.
وأرجع بلقشور سبب انسحابه إلى رغبته في التركيز على التزاماته داخل العصبة الاحترافية، في وقت تداولت فيه تقارير عن وجود ضغوط داخلية ومحاولات لعرقلة ترشحه من أطراف مؤثرة داخل النادي، ما دفعه لتجنب الدخول في صراعات جانبية قد تضر بسمعته ومسيرته المهنية.
ديون تثقل الكاهل وتُعقد المشهد
ووسط هذا الغموض، لا تزال الأرقام المالية تشكل هاجسًا كبيرًا أمام أي رئيس مقبل. إذ تُقدَّر الديون المتراكمة على النادي بأكثر من مليار و400 مليون سنتيم، تتوزع بين مستحقات لاعبين سابقين، ووكلاء أعمال، وقضايا مفتوحة أمام المحاكم والهيئات الرياضية، ما يجعل من التسيير المالي أكبر تحدٍ لأي إدارة مقبلة.
ويجمع المراقبون على أن تجاوز هذه الأزمة يتطلب شخصية قادرة على استقطاب الدعم المالي، وفتح قنوات شراكة مع القطاع الخاص، بالإضافة إلى امتلاك برنامج إصلاحي عملي وشامل يعيد هيكلة النادي على أسس حديثة.
ترقب وانتظارات مشروعة
ومع اقتراب ساعة الحسم، تبقى أعين جماهير الرجاء مشدودة إلى ما ستسفر عنه الأسابيع القليلة المقبلة، في وقت تتصاعد فيه الدعوات إلى ضخ دماء جديدة في المكتب وكذا ميركاتو صيفي قوي، لإعادة الفريق إلى مكانته الطبيعية، كأحد أبرز الأندية الإفريقية.
وتأمل الجماهير أن يكون الموسم المقبل مغايرًا يُعيد للفريق الأخضر بريقه القاري والمحلي، بعد أن تأكد خروج الفريق من الموسم الحالي خالي الوفاض، سواء على مستوى المسابقات القارية أو المحلية."