في موسم استثنائي جديد يعكس المكانة المتصاعدة للاعب المغربي في سماء الكرة الأوروبية، ضمن المحترفون المغاربة حضورهم الرسمي في جميع نهائيات المسابقات القارية الثلاث الكبرى: دوري أبطال أوروبا، الدوري الأوروبي، ودوري المؤتمر الأوروبي، وذلك للعام الثاني على التوالي، في إنجاز غير مسبوق يعزز من إشعاع الكرة المغربية على المستوى العالمي.
فمن بوابة دوري الأبطال، كان النجم المغربي أشرف حكيمي أول من حجز بطاقة العبور إلى النهائي الأغلى قارياً، بعد مساهمته في قيادة باريس سان جيرمان لتجاوز عقبة أرسنال الإنجليزي في نصف النهائي، بعد سجل هدفا في مقابلة الإياب التي انتهت بهدفين لهدف لصالح الفريق الباريسي.
ويستعد الدولي المغربي الآن لخوض نهائي مثير أمام ناديه السابق إنتر ميلان، الذي ضمن تأهله كذلك على حساب برشلونة، في مواجهة تحمل بعداً خاصاً لحكيمي، الذي يسعى لانتزاع لقبه الثاني في دوري الأبطال بعد تتويجه السابق مع ريال مدريد، وتحقيق أول لقب في هذه المسابقة مع الفريق الباريسي، في سابقة تاريخية إذا ما تحققت.
وفي الدوري الأوروبي، سيكون الحضور المغربي حتمياً، بعدما أفرزت مباريات نصف النهائي مواجهة مباشرة بين الثنائي مروان صنّادي، مهاجم أتلتيك بلباو، ونصير مزراوي، مدافع مانشستر يونايتد.
الأخير يدخل مواجهة الإياب اليوم بأفضلية واضحة، بعد فوز "الشياطين الحمر" في لقاء الذهاب بثلاثية نظيفة، مما يجعل مزراوي مرشحاً بقوة لحجز مكانه في النهائي، في وقت يتمسك فيه صنّادي بفرصة الرد على أرض الميدان، في سعيٍ لإحداث مفاجأة كروية تقوده إلى النهائي القاري.
أما في دوري المؤتمر الأوروبي، فقد فرض الحضور المغربي نفسه مجدداً، عبر صدام قوي آخر بين عبد الصمد الزلزولي، الجناح المهاري لفريق ريال بيتيس، وأمير ريتشاردسون، متوسط ميدان فيورنتينا الإيطالي.
ويدخل الزلزولي إياب نصف النهائي بأفضلية معنوية، بعد فوز فريقه في الذهاب بهدفين مقابل هدف، ما يجعل المواجهة مفتوحة على كل الاحتمالات، لكنها تؤكد بشكل قاطع وجود ممثل مغربي في المشهد الختامي للمسابقة.
بهذه المشاركات المتنوعة والمتجددة، يثبت اللاعب المغربي قدرته على المنافسة في أعلى مستويات كرة القدم الأوروبية، ويؤكد أن الحضور في النهائيات لم يعد استثناء بل قاعدة تتكرر.
واعتبر عدد من المحللين أن ما يحققه المحترفون المغاربة اليوم لا يعبر فقط عن إمكانياتهم الفردية المتميزة، بل يعكس أيضاً نضجاً كروياً يترجمه الأداء والثقة داخل كبريات الأندية الأوروبية، ويضع المغرب في قلب المنافسات القارية من بوابة الأسماء التي تحمل رايته خارج الديار، وهذا الأمر من شأنه أن يساهم إيجابا على المنتخب المغربي الأول لكرة القدم الذي يطمح لحصد كأس أمم إفريقيا 2025.