البرلمان يتحرك مع تجدد جدل السل البقري.. هل أصبح الحليب خطرا صامتا؟

الكاتب : انس شريد

08 مايو 2025 - 08:30
الخط :

عاد داء السل البقري إلى واجهة النقاش العمومي، بعد أن أثارت معطيات متداولة بإقليم كلميم مخاوف من احتمال انتقال المرض إلى الإنسان عبر استهلاك الحليب غير المبستر ومشتقاته، وسط مطالب برلمانية بالكشف عن حقيقة الوضع الصحي وتعزيز إجراءات التواصل مع الساكنة.

وفي هذا السياق، وجه النائب البرلماني محمد صباري سؤالاً كتابياً إلى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، حول مدى صحة ما يروج بشأن تسجيل إصابات بداء السل لدى الأبقار بالإقليم، داعياً إلى توضيح التدابير المتخذة على المستوى المحلي لطمأنة الرأي العام وحماية مصالح المواطنين.

وأوضح صباري أن تداول هذه الأخبار بشكل واسع خلق حالة من البلبلة، أثرت سلباً على الرواج التجاري بالمحلبات المحلية، كما طالت تداعياتها التعاونيات وصغار الفلاحين، مشدداً على ضرورة توخي الشفافية في المعطيات الرسمية، تفادياً لأي ضرر اقتصادي أو صحي.

وكان موضوع انتشار داء السل الحيواني قد أثار كذلك تفاعلاً برلمانياً سابقاً، حيث وجهت النائبة البرلمانية سلوى البردعي سؤالاً إلى وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، دعت فيه إلى توضيح حقيقة تزايد حالات السل اللمفاوي، خاصة في صفوف فئات لا تُعد ضمن الفئات الهشة صحياً، معتبرة أن الأمر يفرض إعادة تقييم منظومة الرصد الصحي وتعزيز التعاون مع المصالح البيطرية.

وشددت البردعي على ضرورة التنسيق الوثيق بين وزارتي الصحة والفلاحة، خاصة في ما يتعلق بمراقبة مسارات إنتاج الحليب التقليدي، مؤكدة أن ضعف التوعية في صفوف المستهلكين، إلى جانب غياب شروط السلامة في الأسواق، يزيد من خطر تفشي أمراض قد تكون قاتلة.

من جهته، دعا المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا) المواطنين إلى تجنب استهلاك الحليب الخام ومشتقاته غير المعالجة، مشيراً إلى أن المنتجات المعقّمة التي تصنع داخل الوحدات المعتمدة تخضع لمراقبة دقيقة قادرة على القضاء على الجراثيم، بما فيها البكتيريا المسببة لداء السل البقري.

وأكد هشام عادلبو، رئيس قسم السلامة الصحية بالمكتب، في تصريح توعوي، أن استهلاك الحليب الخام يشكل خطراً حقيقياً على الصحة العامة، لكونه لا يمر عبر أي عملية فحص جرثومي أو معالجة حرارية، داعياً المواطنين إلى التأكد من وجود الترقيم الصحي على العبوات قبل اقتنائها.

وتأتي هذه التطورات وسط تزايد منشورات وتسجيلات مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، تتحدث عن ظهور حالات إصابة بداء السل اللمفاوي، بعضها منسوب لأشخاص يشتبه في إصابتهم جراء استهلاك الحليب غير المبستر، ما زاد من منسوب القلق الشعبي في غياب بلاغات رسمية حاسمة.

ورغم أن السلطات لم تصدر إلى حدود الساعة تأكيداً بوجود بؤر وبائية، إلا أن الصمت الذي رافق الأيام الأولى لتداول المعطيات، ساهم في تضخيم الشائعات، وطرح تساؤلات حول جاهزية أجهزة الرصد الصحي في التعاطي مع مثل هذه المستجدات.

ويطالب فاعلون محليون ومهنيون بتسريع وتيرة التوضيح المؤسساتي، وإطلاق حملات توعية جادة تشرح للمواطنين طرق انتقال العدوى وأساليب الوقاية، حفاظاً على السلامة الصحية من جهة، وضماناً لاستقرار الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بسلسلة إنتاج الحليب من جهة ثانية.

آخر الأخبار