مشاهد صادمة.. مليشيات البوليساريو تحرض الأطفال ضد المغرب وتنتهك اتفاقيات حقوق الطفل

في مشهد يبعث على الأسى والاشمئزاز في آن واحد، ظهرت مجموعات من الأطفال واليافعين وهم يساقون إلى داخل "متحف" عسكري في مخيمات تندوف من قبل عناصر جبهة البوليساريو الانفصالية، في خرق صارخ للمواثيق الدولية، وعلى رأسها اتفاقية حقوق الطفل واتفاقيات جنيف التي تحظر إشراك الأطفال في النزاعات المسلحة أو أي نشاط عسكري.
الجولة، الموثقة من خلال مقطع فيديو متداول على فيسبوك، التي وصفت بأنها "استكشافية"، كشفت عن وجه بشع من الاستغلال السياسي والعسكري للطفولة، حيث تم عرض الأطفال على ترسانة من الأسلحة الثقيلة، بينها دبابات، ورشاشات، وصواريخ، كما تنقلوا وسط ساحات تحيط بها ألغام مضادة للأفراد والدروع، ما خلق مشاهد مروعة لا تليق ببراءة الطفولة.
الأكثر من ذلك، أن الجولة الميدانية لم تقتصر على العرض الصادم للعتاد الحربي، بل امتدت إلى قاعة تحوي صورا دموية لأشلاء، وجرحى، وقتلى، في محاولة واضحة لغسل أدمغة الأطفال وتحريضهم على العنف.
ونبه منتدى فورساتين، من خلال تقرير على صفحته فيسيوك، إلى أن الأطفال الابرياء وجهت إليهم، مليشيات من البوليساريو، خطابات مباشرة تدعوهم للانتقام من المغرب، زاعمين أن ما رأوه من مآسٍ هو من فعل "العدو"، وأن مستقبل البوليساريو يعتمد عليهم ليكونوا "عسكريين ومخترعين" بهدف تطوير وسائل لإسقاط الطائرات المسيّرة التي تؤرق الجبهة.
الأطفال الذين أبدوا خوفهم، قوبلوا بسخرية من مرافقيهم الذين أصروا على استكمال "العرض العسكري"، في استخفاف مروع بحقوقهم النفسية والإنسانية، ووسط تجاهل تام لمشاعرهم.
واعتبر "فورساتين" أن هذه المشاهد، الموثقة بالفيديو، تطرح أسئلة محرجة أمام المجتمع الدولي، حول صمت المنظمات الحقوقية، وتواطؤ الجزائر بصفتها البلد المضيف والداعم لهذه الكيانات، في وقت يستغل فيه الأطفال كأدوات دعائية وسياسية وعسكرية في نزاع لا يدركون أبعاده ولا ينبغي لهم أن يكونوا طرفا فيه.
وفي ظل تزايد هذه الانتهاكات، تطالب أصوات حقوقية، لاسيما من داخل المخيمات، بتدخل دولي عاجل لوقف هذه الممارسات، ومحاسبة البوليساريو على استغلال الأطفال في سياق عسكري مقيت، يكرس ثقافة الحقد والكراهية، ويقوض أبسط مبادئ القانون الإنساني الدولي.