مونديال 2030 يفتح شهية الشركات الأوروبية على السوق المغربية

يتحول المغرب تدريجيا إلى ورشة مفتوحة على مدار الساعة، مع اقتراب موعد احتضان نهائيات كأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال.
ومع كل خطوة يخطوها في طريق الاستعداد لهذا الحدث العالمي، تتزايد شهية المستثمرين الدوليين، خصوصا من أوروبا، نحو السوق المغربية التي تعيش حاليا على وقع دينامية تنموية متسارعة، مدفوعة بخطط طموحة لإعادة تأهيل وتوسيع البنيات التحتية والمرافق الحيوية.
التحضيرات الجارية لاستقبال العرس الكروي العالمي لم تعد تقتصر فقط على الجانب الرياضي، بل تحولت إلى رافعة اقتصادية كبرى تستقطب رؤوس أموال أجنبية تبحث عن فرص استثمارية واعدة.
وباتت المملكة المغربية محط أنظار شركات البناء والصلب والطاقة والنقل والسياحة، التي ترى في المشاريع الضخمة المرتبطة بالمونديال منصة انطلاق جديدة نحو شمال إفريقيا وإفريقيا جنوب الصحراء.
ووفقا لتقارير إعلامية تركية، فإن شركات تركية عملاقة تنشط في قطاعات استراتيجية كثّفت من تحركاتها داخل السوق المغربية، مستهدفة المشاريع المرتبطة مباشرة أو بشكل غير مباشر بتنظيم كأس العالم.
وتشير التصريحات المنقولة عن عدنان أصلان، رئيس جمعية مصدري الصلب في تركيا، إلى أن صادرات بلاده من الصلب إلى المغرب عرفت نموا غير مسبوق خلال الربع الأول من عام 2025، إذ انتقلت من 150 ألف طن سنة 2024 إلى أكثر من 291 ألف طن خلال ثلاثة أشهر فقط.
هذا الارتفاع يعكس حجم الطلب المتزايد على مواد البناء في ظل انطلاق أوراش البنيات التحتية الكبرى، مثل تمديد شبكة القطار فائق السرعة، وبناء ملاعب جديدة، وإطلاق مشاريع سياحية ضخمة.
ويؤكد جتين تجدلي أوغلو، ممثل جمعية مصدري المعادن والمعادن الصناعية بإسطنبول، أن السوق المغربية أصبحت وجهة مفضلة للعديد من الشركات التركية، التي بدأت بإيفاد بعثات استكشافية تضم مختصين في قطاعات البناء والتجهيزات والأثاث، بهدف دراسة إمكانيات الشراكة وتعزيز التواجد داخل المشاريع المرتبطة بالمونديال.
وأشار إلى أن الطلب في المغرب يرتفع بوتيرة متسارعة على مواد البناء والمعدات الصناعية، ما يوفر مناخا استثماريا محفزا ومتجددا.
من جهته، توقع أحمد غولتش، رئيس اتحاد جمعيات مصنّعي الأثاث في تركيا، حسب ماتناقلته التقارير التركية، أن يشهد قطاع الأثاث التركي نموا نوعيا في السوق المغربية خلال الأعوام المقبلة، مرجحا أن تتضاعف الصادرات نحو المملكة أربع مرات خلال سنوات 2027 و2028 و2029، لتتجاوز 250 مليون دولار.
وتراهن الشركات التركية على تلبية الحاجيات الجديدة التي تفرضها المشاريع الفندقية والسياحية الجاري تنفيذها، استعدادا لاستقبال ملايين الزوار خلال فترة تنظيم المونديال.
هكذا، يبدو أن التحضيرات الجارية لاحتضان كأس العالم 2030 تدفع المغرب إلى موقع متقدم في خارطة الاستثمارات الدولية، حيث تتقاطر عليه الشركات من مختلف الدول، مدفوعة بتسارع المشاريع وإرادة سياسية واضحة لتحويل هذه المناسبة الرياضية إلى منصة للنهوض الشامل بالبنيات التحتية وتحسين جاذبية البلاد على المستوى العالمي.