غيابات الموندياليتو تستنفر الركراكي.. تحديات واختبارات جديدة لأسود الأطلس

بينما تتجه أنظار العالم الكروي إلى بطولة كأس العالم للأندية التي ستُقام في الولايات المتحدة الأميركية منتصف يونيو المقبل، يعيش المنتخب المغربي حالة استنفار قصوى، بقيادة الناخب الوطني وليد الركراكي، استعداداً لخوض مباراتين وديتين أمام تونس وبنين في السابع والعاشر من يونيو، ضمن تحضيراته لبطولة كأس أمم إفريقيا التي يستضيفها المغرب.
هذه التحضيرات لم تمر بهدوء، بل خيمت عليها سحابة من الغيابات المؤثرة للاعبين بارزين بسبب التزامهم مع أنديتهم في مونديال الأندية، ما وضع الجهاز الفني في مأزق قد يتحول إلى فرصة لاختبار أسماء جديدة.
وتضم قائمة الغائبين المحتملين نجوماً يصعب تعويضهم بسهولة، يتقدمهم نجم ريال مدريد إبراهيم دياز، الذي بات أحد الأسماء البارزة في كتيبة الميرينغي، بالإضافة إلى الظهير الطائر أشرف حكيمي، أحد أعمدة باريس سان جيرمان، والحارس المخضرم ياسين بونو الذي يحرس شباك الهلال السعودي، والهداف المتألق سفيان رحيمي مع نادي العين الإماراتي، إلى جانب الموهبة الصاعدة آدم أزنو، المعار من بايرن ميونخ إلى بلد الوليد الإسباني.
هذه الغيابات تمثل تحدياً حقيقياً للركراكي، لا سيما أن أسماء الغائبين تشكل العمود الفقري للتشكيلة الأساسية.
ويفتح غياب حكيمي الباب واسعاً أمام منافسة قوية على مركز الظهير الأيمن، حيث يبرز اسم نصير مزراوي، لاعب مانشستر يونايتد، الذي طالما أبدى رغبته في استعادة مكانه المفضل في التشكيلة الأساسية، كما يبرز عمر الهلالي، نجم إسبانيول، كخيار شاب قادر على إثبات نفسه في أول ظهور محتمل مع المنتخب الأول. أما في الجهة اليسرى، فإن إمكانية غياب أزنو تفتح المجال أمام يوسف بلعمري، لاعب الرجاء، وزكرياء الوحدي، نجم جينك البلجيكي، الذي تتابعه أعين الطاقم الفني عن كثب.
ووسط الدفاع أيضاً يشهد حالة من الترقب، بسبب الإصابات المتكررة لبعض العناصر الأساسية، مثل رومان سايس، القائد السابق ولاعب السد القطري، ونايف أكرد، مدافع ريال سوسيداد، بالإضافة إلى عبد الكبير عبقار، مدافع ألافيس، وشادي رياض، مدافع كريستال بالاس، الذي يعاني من تذبذب في الجاهزية البدنية.
هذا الوضع قد يفرض على الركراكي البحث عن حلول دفاعية جديدة تضمن التوازن والاستقرار في الخط الخلفي، وربما يعيد بعض الأسماء التي غابت لفترات عن المعسكرات الأخيرة، بهدف إعادة التنافس على المراكز وإضفاء الحيوية على التشكيلة.
في خط الوسط والهجوم، من المتوقع أن يُمنح عدد من اللاعبين فرصة حقيقية للظهور، خاصة أولئك الذين لم يحصلوا على دقائق لعب كافية في السابق، مثل إلياس بن صغير، لاعب موناكو، وشمس الدين طالبي، لاعب كلوب بروج، إلى جانب أيوب بوعدي، نجم ليل، في حال قرر رسمياً تمثيل المغرب بدلاً من فرنسا.
كما يراقب الطاقم التقني تطور مستوى سنادي، نجم أتلتيك بلباو، الذي بات اسماً مطروحاً بقوة في حسابات الركراكي، خصوصاً في ظل سعي المدرب لتوسيع قاعدة اللاعبين الدوليين وضمان بدائل جاهزة لأي طارئ.
حراسة المرمى لن تكون بمنأى عن التغييرات أيضاً، في ظل انشغال بونو مع الهلال في مونديال الأندية، ما يعني أن منير المحمدي سيكون الحارس الأول في المواجهتين المقبلتين، مع ترقب لمعرفة من سيرافقه. وتشير المؤشرات إلى استدعاء صلاح الدين شهاب، حارس المغرب الفاسي، وحمزة حمياني، حامي عرين الجيش الملكي، في محاولة لمنح وجوه جديدة فرصة الاحتكاك الدولي واكتساب الخبرة اللازمة، تحسباً لأي مفاجآت قد تطرأ في البطولات المقبلة.
بهذه التحديات، يدخل وليد الركراكي مرحلة مفصلية في مسيرته مع أسود الأطلس، حيث تفرض الظروف عليه اختبار البدائل وتوسيع قاعدة اللاعبين، في ظل غيابات مؤثرة قد تعيد رسم ملامح المنتخب الوطني.
ومع اقتراب مواعيد كبرى، كأمم إفريقيا، فإن الوقت يبدو مناسباً لتجريب الوجوه الجديدة وصقلها، على أمل أن يكون هذا التحول الإجباري بوابة لانبعاث جيل جديد قادر على الحفاظ على مكانة المغرب قارياً ودولياً.