عندما ينازع "سليمان الريسوني" لأجل صفة "معارض" والرحيل نحو كندا

سمير الحيفوفي
مسكين "سليمان الريسوني"، فهو الآن ينازع لأجل صفة "معارض" طمعا في تأشيرة سفر نحو كندا، فهنا الجميع يعرف ماضيه الشائن، ولأجل ذلك تراه ينط هنا وهناك، يمني النفس بلفتة أو مطية تجعل منه بطلا بعدما انكشف عنه الغطاء وظهر أنه مجرد ذئب بشري عاشق للرجال كان يتدثر برداء الصحافة ليس إلا.
وبعدما خرج "سليمان الريسوني"، من السجن، وقد عفا عنه الملك محمد السادس، اصطدم بصخرة الواقع، ووجد رصيده المعنوي منتهيا، فكان أن فرغ صدره من الهواء الذي كان يملؤه ويدفعه به، بعدما انحدرت سيرته وسمعته إلى درك لا يمكن انتشالهما منه ولا رتقهما، فانفض عنه الجميع إلا شرذمة من سقط المتاع وهاتفه الذي يدون به.
ولعل المتابع لصفحة "سليمان الريسوني" يرثي لحاله كثيرا، ويرق له قلبه، ويستشعر المرارة التي يتجرعها يوميا، مما جعله ينذر نفسه جاهدا للعودة من جديد إلى الواجهة عبر فدع الكلام بعدما التهمه النسيان، وسار مثل من سادوا ذات يوم وبادوا في آخر إلى مزبلة التاريخ.
وبينما انسدت كل السبل أمام الجنساني الشبقي الذي انفضح عشقه لمواقعة الرجال، وهو الذي سيق إلى السجن بعدما كشف سوءته "آدم" المثلي الذي استدرجه إلى منزله، وطمع في قضاء وطره منه، فإنه الآن يرمي إلى أن يصبح "معارضا"، حتى يمنح له صك الهروب إلى كندا.
وتوضَّعت خيارات كثيرة أمام "سليمان الريسوني"، لكنه اختار ما ركنت إليه نفسه الأمارة بالسوء، ولم يعد من شغل يشغله غير الضرب في مؤسسات ورجالات الدولة، وجعل على رأس قائمة المستهدفين المديرية العامة للأمن الوطني ومديرية مراقبة التراب الوطني ومديرهما عبد اللطيف الحموشي.
وترى "سليمان الريسوني" يبعثر في الكلام ويخوض في الهرطقات، حسبه في ذلك أن سوق الكلام سيجعل البعض يتصدى له، وليعلن نفسه بطلا وأنه مضطهد ومحاصر بينما يقتله التجاهل ويأكله أكلا، وهو الذي "يسبح" (والعياذ بالله) بكل من يعادي الوطن ومؤسساته ورجالاته.
ولا تكاد تخلو تدوينة في حساب "سليمان الريسوني"، من المناوشات والتحرش بمؤسسات الوطني، وبالتهليل للمدعو "إغناسيو سومبريرو"، المارق الإسباني الذي يقتات من الكتابة ضد المغرب.
والغريب أن "سليمان الريسوني"، لم يرس له على بر، فقد ارتمى، منذ أي وهلة، مثل أي غر ساذج في حضن أعداء الوطن، مثل صحيفة "El Independiente" المعادية للمغرب، وراح في حوار معها، يعض اليد التي امتدت إليه لتنتشله من غياهب السجن.
لكن وكما رمى "سليمان الريسوني"، إلى أن ينصب نفسه "معارضا" بهكذا خرجة زائغة، وضع نفسه في موضع الجاحد الذي كفر بكل ما قدم له ليغتسل من أدرانه ومن خبثه وفواحشه، فكان أن استحق التجاهل وهو أمر يجعله يترنح الآن، فعلا التجاهل رد فعل راق يليق بعاشق الرجال.
لقد أصبح "سلميان الريسوني" يتحدث في كل شيء وعن أي شيء يتوسم فيه وسيلة قد ترتقي به ليكون "معارضا"، لكنه ينسى أن للمغاربة ذاكرة، وبأن ما تورط فيه من جريمة مخزية مذلة، يتحقق حول إجماعهم بالتقزز.