اتحاد يعقوب المنصور يصنع التاريخ ويصعد لأول مرة إلى قسم الأضواء

في إنجاز رياضي غير مسبوق، كتب نادي اتحاد يعقوب المنصور فصلاً جديدًا في تاريخه الكروي، بعدما حجز بطاقة العبور إلى القسم الوطني الأول من البطولة الاحترافية، لأول مرة منذ تأسيسه، عقب تعادل سلبي ثمين أمام فريق الكوكب المراكشي، في المواجهة التي احتضنها ملعب سيدي يوسف بن علي بمدينة مراكش، لحساب الجولة الأخيرة من منافسات القسم الثاني.
دخل أبناء العاصمة الرباط هذه المباراة وهم يدركون جيدًا أن مصيرهم بين أقدامهم، وأن نقطة التعادل وحدها كافية لتحقيق حلم لطالما راود الجماهير والمكونات التقنية والإدارية للنادي، وهو ما تجسد فعليًا في النهج التكتيكي الذي اعتمده الفريق منذ صافرة البداية، إذ اختار اللعب المتوازن والتحفظ الدفاعي أمام فريق الكوكب، الذي ضمن صعوده رسميًا في الجولة الماضية.
واتسمت مجريات الشوط الأول بالهدوء الحذر من الطرفين، مع أفضلية نسبية للفريق المراكشي من حيث الاستحواذ، لكن دون فاعلية حقيقية أمام مرمى يعقوب المنصور، الذي أظهر تماسكًا دفاعيًا واضحًا وتنظيمًا تكتيكيًا انضباطيًا، حافظ به على عذرية شباكه.
ومع بداية الشوط الثاني، استمر نفس السيناريو تقريبًا، حيث فضل فريق يعقوب المنصور تقليص المساحات وتأمين الخطوط الخلفية، في وقت لم يُظهر فيه الكوكب رغبة قوية في المغامرة، مكتفيًا بتسيير المباراة بأقل مجهود ممكن، بما أن هدفه قد تحقق سلفًا.
ومع اقتراب عقارب الساعة من صافرة النهاية، بدأت ملامح الفرح ترتسم على وجوه أنصار الفريق الرباطي الذين تنقلوا إلى مراكش لمساندة فريقهم، قبل أن يُطلق الحكم صافرة نهاية اللقاء معلنًا نتيجة التعادل السلبي، التي منحت اتحاد يعقوب المنصور بطاقة الصعود الثانية، بعد احتلاله المركز الثاني برصيد 51 نقطة، خلف الكوكب المراكشي المتصدر.
هذا التأهل التاريخي يُعد تتويجًا لموسم استثنائي قدمه الفريق، الذي لم يكن ضمن قائمة المرشحين الأوائل للظفر بإحدى بطاقتي الصعود، خصوصًا وأنه يخوض موسمه الأول في القسم الثاني بعد صعوده من الهواة في الموسم السابق.
إلا أن الانضباط الفني، والرؤية الإدارية، والدعم الجماهيري، كلها عوامل اجتمعت لتُشكّل معادلة النجاح التي أوصلت الفريق إلى قسم الأضواء، وتفتح أمامه صفحة جديدة من التحديات والطموحات.
ولم يكن موسم الصعود سهلًا بأي حال، إذ واجه اتحاد يعقوب المنصور فرقًا مجرّبة ومتمرسة في هذا القسم، كما عانى من ضغوط كبيرة في الجولات الأخيرة، حيث كانت النقاط تُحسب بدقة، والمباريات تُخاض بأعصاب مشدودة، لكن الفريق أظهر شخصية قوية، وتمكن من الحفاظ على تركيزه حتى الرمق الأخير.
وفي الوقت الذي احتفل فيه أنصار الكوكب المراكشي بعودتهم إلى القسم الأول، جاء صعود اتحاد يعقوب المنصور ليُضفي طابعًا خاصًا على نهاية الموسم.
وفي الجهة المقابلة، حملت الجولة الأخيرة خيبة أمل لفريقي أولمبيك خريبكة وسريع وادي زم، اللذين ودّعا القسم الثاني نحو قسم الهواة، في مشهد حزين يُلخص صعوبة المنافسة وشدة الصراع في مختلف مستويات البطولة الوطنية.