محاولات داخلية لإقناع بلقشور بالترشح.. منخرطو الرجاء يرفضون حصر السباق في اسمين فقط

الكاتب : انس شريد

20 مايو 2025 - 11:50
الخط :

تعيش كواليس نادي الرجاء الرياضي لكرة القدم على وقع توتر متصاعد، مع اقتراب موعد الجمع العام الذي لم يُحدد بعد بشكل رسمي، وسط حالة من الترقب والارتباك في صفوف المنخرطين والجماهير، بسبب الغموض الذي يلف مستقبل رئاسة الفريق، والتأخر في فتح باب الانخراط وتوضيح المساطر التنظيمية المرتبطة بالمرحلة المقبلة.

وفيما لم يُعلن سوى اسمين بارزين كمرشحين محتملين لتولي رئاسة النادي، وهما عبد الله بيرواين وسعيد حسبان، حسب مصادر "الجريدة 24"، تحركت مجموعة من المنخرطين في خطوة غير متوقعة لإقناع عبد السلام بلقشور بالتراجع عن قرار انسحابه من سباق الرئاسة، ودفعه نحو إعادة النظر في موقفه، باعتباره أحد الأسماء ذات الحضور المؤثر في الساحة الرياضية، ومرشحاً يمتلك رصيداً من الكفاءة والخبرة قد يشكل إضافة نوعية للنادي في هذه المرحلة الدقيقة.

وأثار قرار بلقشور بالانسحاب من الترشح، موجة من التساؤلات داخل البيت الرجاوي، خاصة أنه كان قد عبّر في أكثر من مناسبة عن استعداده الكامل لقيادة الفريق، بل واشتغل فعليًا على إعداد تصور متكامل لإعادة هيكلة النادي رياضيا وإداريا.

قبل أن يُفاجئ الجميع بإعلانه التراجع عبر تدوينة على حسابه الشخصي بمنصة "فيسبوك"، أوضح فيها أن المستجدات الأخيرة داخل الفريق دفعته إلى إعادة تقييم خطوته، نظراً لما اعتبره غيابًا تامًا للشروط الضرورية لبلورة مشروع رياضي ناجع، يُراعي التحديات الراهنة ويستشرف آفاق المستقبل.

وأشار بلقشور، رئيس العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية، إلى أن تمسك الرئيس الحالي عبد الله بيرواين بموقعه، دون إبداء أي إشارات إلى الانسحاب أو فسح المجال أمام تداول ديمقراطي على المنصب، كان من بين العوامل الأساسية التي جعلته يتريث في اتخاذ القرار.

واعتبر أن هذا التشبث يُفرغ الجمع العام المقبل من محتواه، ويُقلص هامش التغيير، ما يهدد بتحول العملية برمتها إلى إجراء شكلي، بعيد عن أي روح تجديدية قد تعيد الاعتبار للنادي، بعد سلسلة من الإخفاقات التي طبعت المواسم الأخيرة.

وانتقد بلقشور في نفس السياق حالة الجمود التي يعرفها النادي، سواء على مستوى الهيكلة التقنية، بغياب مدير رياضي ولجان مختصة، أو على مستوى غياب الوضوح في ما يتعلق بعملية الانتدابات، وهي عناصر قال إنها تعكس اختلالاً عميقًا في منطق التسيير، وتؤكد الحاجة الماسة إلى إعادة بناء مؤسسة الرجاء على أسس حديثة تراعي الشفافية والفعالية والتخطيط الاستراتيجي.

في المقابل، لم يصدر عن الرئيس الحالي عبد الله بيرواين أي توضيح رسمي، سواء بخصوص نيته الترشح لولاية جديدة أو بشأن الخطوات المقبلة، خصوصًا ما يتعلق بفتح باب الانخراط وتحديد موعد الجمع العام، وهو ما فتح المجال أمام موجة من التأويلات، وساهم في تأجيج حالة القلق داخل صفوف المنخرطين وعدد من الفعاليات الرجاوية، التي باتت تخشى من استمرار نفس النهج الإداري الذي أفضى إلى إخفاقات متتالية على الصعيدين المحلي والقاري.

وجاء التفاعل الجماهيري مع قرار بلقشور لافتا، حيث عبّرت فئة واسعة من أنصار الفريق عن خيبة أملها من الأوضاع الحالية، مشيرة إلى أن الرجاء في أمس الحاجة إلى وجوه جديدة قادرة على ضخ دماء جديدة في شرايين النادي، وتخليصه من الإرث الثقيل الذي راكمه خلال السنوات الأخيرة.

كما طالبت بضرورة الإسراع في تنظيم الجمع العام في ظروف شفافة، تضمن مشاركة حقيقية للمنخرطين، وتتيح تقييم الحصيلة ومناقشة المشاريع المستقبلية بشكل ديمقراطي.

ويجد الرجاء نفسه، اليوم، أمام مفترق طرق حاسم، تتداخل فيه الحسابات الشخصية بالمصالح الإدارية، وسط دعوات ملحة لإرساء آليات جديدة للحكامة والتدبير، تنقذ النادي وتُعيد إليه بريقه، سواء على مستوى النتائج أو في ما يخص سمعته كمؤسسة رياضية رائدة في المغرب والقارة الإفريقية.

آخر الأخبار