رغم الإلغاء.. مغاربة يقبلون على الأضاحي ويقاومون العيد بلا ذبيحة

الكاتب : عبد اللطيف حيدة

21 مايو 2025 - 03:00
الخط :

في مشهد متناقض مع التوجيهات الرسمية الصادر عن أعلى سلطة في البلاد، تشهد أسواق بيع الأغنام في مختلف مدن المغرب إقبالا غير مسبوق على اقتناء أضاحي العيد.
ووفق مقاطع فيديو يتم تناقلها على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي، يعمد الكثير من المغاربة إلى اقتناء "حولي" العيد، رغم الدعوة الملكية التي أهابت بالمغاربة إلى عدم ذبح الأضاحي هذه السنة، في ظل الأزمة المناخية وتراجع القطيع الوطني.

هل العادة أقوى؟
عدسات كاميرات زوار السوق، رصدت مشاهد من رحبات إنزكان، وسلا، وسوق "مزوارية" بطريق جرادة، وأسواق كثيرة أخرى، حيث امتلأت الفضاءات بالمشترين والتجار، في حركة وصفها أحد "الكسابة" بأنها "غير طبيعية"، مضيفا "الناس كيشريو، كأن القرار ما خرجش، واللي معندوش كيشارك مع خوتو فحولي واحد باش يذبحوه قبيل العيد".

وأكدت تدوينات أخرى نفس المعطيات إذ أشارت إلى أن "رحبة الغنم في حالة حركة غير طبيعية! إقبال كثيف على شراء الحولي بشكل غير مسبوق، والأسعار في ارتفاع صاروخي رغم قرار إلغاء شعيرة عيد الأضحى."

وأضافت أخرى أنه في سوق مزوارية بطريق جرادة، سجل إقبال كبير يوم الأحد الماضي على الحولي، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار بـ200 إلى 300 درهم على كل رأس الحولي الواحد، حسب إفادات محلية. ورغم هذا الارتفاع الطفيف، وصل ثمن أفضل حولي إلى 3500 درهم فقط، بعدما كان يبلغ 7000 درهم العام الماضي، ما شجع شريحة من المواطنين على اقتناء الأضاحي باعتبار الأسعار "مناسبة".

ما بعد الشراء.. الجزارون يستعدون للدوارة الغالية

وفي المقابل، بدأت فئة الجزارين تستعد لعيد الأضحى كما لو أن القرار لم يتخذ، حيث عبر عدد منهم عن نيتهم رفع أسعار الذبح والدوارة (الأحشاء) يوم العيد وما بعده، مستندين إلى الارتفاع الملحوظ في الطلب.
ويقول أحد الجزارين في السوق الأسبوعي للفقيه بنصالح: إن "الناس باغيين يعيدو، وكنشوف أن الأثمنة ديال الخدمة غادي تطلع هاد العام."

العيد العصي على الإلغاء

ونبهت تدوينات عديدة على "فيسبوك" إلى أن هناك "إقبال "تاريخي" على شراء الحولي فرحبة إنزكان والكسابة فتصريحات مثيرة: الناس كيشريو". وأضافت أن "الناس كيتقاسمو الحولي باش ميضيعوش شعيرة العيد، وكنشوف الكسابة مبتهجين هاد الأيام."

وفيما التزمت فئات واسعة من المغاربة بالقرار الملكي، وامتنعت عن اقتناء الأضاحي، اختارت فئات أخرى التمسك بالشعيرة من باب العادة أو التقسيط الجماعي، معتبرين أن الذبيحة ليست مجرد طقس ديني، بل رابط اجتماعي وتقاليد راسخة لا يمكن التخلي عنها بسهولة.

ما يقع يسائل الحكومة ولاسيما وزارة الداخلية عما ستفعله حيال ما يقع، لأن الاضرار على اقتناء اضاحي العيد لذبحها قد يضر بالقطيع الوطني ولا يحقق القرار الملكي غاياته.

آخر الأخبار