شرطة النظافة لردع المخالفات.. الدار البيضاء ورهان المدينة النظيفة

الكاتب : انس شريد

21 مايو 2025 - 07:30
الخط :

في تحول لافت يعكس تغييراً في طريقة تدبير الشأن البيئي داخل المدن الكبرى، تتجه جماعة الدار البيضاء نحو إطلاق تجربة غير مسبوقة وطنياً تتمثل في إحداث فرق خاصة بشرطة النظافة، في خطوة تهدف إلى ردع السلوكيات المخالفة المرتبطة برمي النفايات بشكل عشوائي وتحقيق حلم المدينة النظيفة.

هذا الإجراء الجديد يندرج ضمن رؤية استراتيجية ترمي إلى تعزيز الوقاية الصحية، حماية الفضاءات العامة، وتحسين جودة العيش في واحدة من أكثر الحواضر المغربية كثافةً وتنوعاً.

التحضيرات لتنزيل هذا المشروع دخلت فعلياً حيز التنفيذ عقب المصادقة على القرار، حيث يدرس رؤساء المقاطعات لوائح الموظفين المرشحين للانضمام إلى فرق شرطة النظافة، وفق معايير مهنية دقيقة تتماشى مع طبيعة المهام المنتظرة من هذه الفرق، التي ستحظى بصلاحيات ضبط وتحرير المخالفات بحق المخالفين للقوانين المنظمة للنظافة العامة.

ويأتي هذا التوجه الجديد في سياق عام يشهد إعادة هيكلة شاملة لقطاع النظافة بالعاصمة الاقتصادية، خاصة مع اقتراب المدينة من استضافة مواعيد رياضية كبرى من قبيل كأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، ما يفرض تحسين صورة المدينة وإظهارها بمظهر حضاري يليق بمكانتها الجغرافية والاقتصادية.

ومن هذا المنطلق، أطلق المجلس الجماعي للدار البيضاء في وقت سابق، حملة واسعة تحت شعار "كازا نقية"، شملت عمليات تنظيف مكثفة للشوارع والأرصفة، باستخدام تقنيات حديثة مثل المياه المعاد تدويرها، في خطوة تعكس التوجه نحو اعتماد حلول بيئية مستدامة.

هذه الحملة التي لاقت إشادة واسعة من المواطنين، رافقها دعم مؤسساتي قوي، إذ أكدت عمدة المدينة نبيلة الرميلي في تدوينة سابقة على مواقع التواصل الاجتماعي أن هذا الورش يعكس التزام الجماعة بجعل الدار البيضاء مدينة نموذجية، تحترم المعايير البيئية وتوفر ظروف عيش كريمة لسكانها وزوارها.

غير أن هذا الطموح يصطدم بواقع صعب يتمثل في التخريب المتكرر للحاويات العمومية وسوء استعمالها من طرف بعض المواطنين، ما دفع الجماعة إلى اعتماد تدابير إضافية لحمايتها، من بينها تثبيتها داخل هياكل حديدية تضمن سلامتها وتحد من مظاهر التخريب.

ويأتي تعزيز هذه الإجراءات في إطار شراكة وثيقة مع شركة "أرما" المفوض لها تدبير القطاع، في مسعى مشترك لتنظيم إدارة النفايات بشكل أكثر فاعلية.

كما تراهن جماعة الدار البيضاء، وفقا لمصادر الجريدة 24، على إشراك المواطن في تحمل المسؤولية، من خلال الجمع بين الحملات التوعوية الصارمة والتدابير القانونية الرادعة، بما يعكس قناعة بأن تحقيق مدينة نظيفة لا يمكن أن يتم دون تغيير حقيقي في السلوك الجماعي.

ومع توالي التحضيرات لاستقبال التظاهرات الرياضية الدولية، تجد الدار البيضاء نفسها أمام لحظة فارقة، قد تشكل منعطفاً حاسماً في مسار تحولها إلى مدينة حديثة ومستدامة.

آخر الأخبار