معهد إسباني: كوريا الجنوبية اختارت دعم مبادرة الحكم الذاتي المغربية لأن الرباط شريك موثوق

الكاتب : الجريدة24

21 مايو 2025 - 09:00
الخط :

هشام رماح

فيما دعمت كوريا الجنوبية مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، أفاد مركز دراسات إسباني بأن هذا الأمر يعد "تحولا كبيرا في السياسة الخارجية لسيول ويعزز مكانة الرباط كشريك رئيسي في إفريقيا".

وفي تقرير له أفاد "معهد تطوير المجتمعات البشرية"، بأن النهج الدبلوماسي الجديد لكوريا الجنوبية لا يعزز الشرعية الدولية للمملكة المغربية فقط، بل يفتح أيضا آفاقا جديدة في الإطار الجيو-اقتصادي الأفرو-آسيوي"، مشيرا إلى أن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين شهدت تطورا ملحوظا في السنين الأخيرة.

وحسب التقرير المنجز من لدن المعهد المعروف اختصارا بـ"IDUHS"، فإن سيول وبتعبيرها رسميا عن دعمها للمقترح المغربي للحكم الذاتي، الذي قدمته الرباط للأمم المتحدة في عام 2007، يعكس تحولا كبيرا في موقف كوريا الجنوبية التقليدي المحايد بشأن هذا النزاع المصطنع.

وحسب التقرير التحليلي يكسر اعتراف كوريا الجنوبية بدعمها للمغرب، المسافة المتساوية التي سبق واتخذتها في مواجهة أطراف النزاع المفتعل، وبذلك"اختارت كوريا الجنوبية، التي تعد إحدى القوى الاقتصادية والتكنولوجية الرائدة في شرق آسيا، أن تتماشى بشكل أكثر صراحة مع النهج الذي تروج له الأمم المتحدة لحل النزاعات، وخاصة المعايير التي حددها قرار مجلس الأمن رقم 1754، والذي يدعو إلى حل تفاوضي وواقعي".

وإن كانت العلاقات المغربية الكورية قوية في شقها الاقتصادي فإنها ومن منظور جيو- سياسي، يمكن تفسير هذا التحول الدبلوماسي من جانب سيول باعتباره جزءا من براغماتية استراتيجية ا تهدف إلى تحقيق الاستقرار الإقليمي"، كما أورد التقرير مضيفا بأن "المغرب يقدم نفسه كضامن للنظام والأمن ومحركا للتنمية".

ولفت التقرير الانتباه إلى أن كوريا الجنوبية سبق واستبعدت جبهة "بوليساريو" من "المنتدى الكوري الإفريقي" الذي انعقد في سيول في عام 2024، وبذلك أرسلت الحكومة الكورية الجنوبية إشارة واضحة مفادها أنها "ملتزمة بالتعاون مع الجهات الفاعلة المعترف بها وترفض الأطراف التي تدعو إلى التشرذم وعدم الاستقرار".

وأكد تقرير "معهد تطوير المجتمعات البشرية"، على أن التوافق الكوري الجنوبي مع الموقف المغربي لا يعزز شرعية المملكة المغربية على الصعيد الدولي فحسب، بل قد يؤثر أيضا على سلوك دول آسيوية أخرى، والتي تراقب عن كثب الموقف الجديد لكوريا الجنوبية.

وأحال معهد "IDUHS"، على أن من شان اليبابان والهند ودول أخرى جنوب شرق آسيا، أن تسلك نفس المنحى متى تأكد لها أن "النهج المغربي يسمح بالوصول إلى الفرص الاقتصادية دون التعرض لمخاطر جيو-سياسية مرتفعة"، مشيرا إلى أن الدعم الكوري الجنوبي لمبادرة الحكم الذاتي لا يمثل مبادرة معزولة.

ووفق نفس المصدر فإن هذه المبادرة تجسد انعكاسا لاستراتيجية أكثر طموحا للتموضع العالمي وتنويع التحالفات، فكما أن المغرب يعزز بذلك شرعيته الدولية، ستستطيع كوريا الجنوبية بذلك تقوية مكانتها في إفريقيا من خلال شريك موثوق، هو المملكة الشريفة.

آخر الأخبار