المغرب يفضح ازدواجية خطاب الجزائر الأممي

الكاتب : الجريدة24

25 مايو 2025 - 11:00
الخط :

شهدت الندوة الإقليمية للجنة الـ24 التابعة للأمم المتحدة في مدينة ديلي بالتيمور الشرقية، فصولا جديدة من السجال السياسي بين المغرب والجزائر، حيث تحولت جلستان مخصصتان لحق الرد إلى منصة مواجهة دبلوماسية حادة، أعادت إلى الواجهة تعقيدات الملف الإقليمي لنزاع الصحراء، وكشفت استمرار النهج التصعيدي من طرف ممثل الجزائر، مقابل رد مغربي قائم على وقائع ومعطيات دامغة.

واندفع رئيس الوفد الجزائري نحو خطاب هجومي تقليدي، مكرسا لغة الاستفزاز والاتهامات، مدعيا أن بلاده "مستهدفة" من قبل المغرب، رغم كونها، حسب تعبيره، "ليست طرفا في النزاع" حول الصحراء المغربية، إلا أن هذا الطرح قوبل برد مغربي قاده السفير عمر هلال، الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة.

 

من أنشأ البوليساريو؟ من يمولها؟ من يحتضنها؟
بهذه الأسئلة المباشرة، فند السفير هلال الرواية الجزائرية، مؤكدا أن المغرب لم يفعل سوى "التذكير بوقائع وأحداث تتحمل الجزائر مسؤوليتها علنا".

وبين أن الجزائر ليست مجرد طرف ملاحظ، كما تدعي، بل هي الفاعل الرئيسي في النزاع، سواء من حيث إنشاء جبهة البوليساريو، أو إيوائها فوق التراب الجزائري، أو تمويلها وقيادة حملاتها الدبلوماسية ضد المغرب.

وأشار هلال إلى أن قرارات مجلس الأمن، والتي ورد فيها اسم الجزائر خمس مرات على الأقل في كل منها، تعكس بشكل جلي حجم تورطها المباشر في القضية، الأمر الذي يناقض روايتها الرسمية.

 

فصام سياسي مزمن
وصف السفير المغربي الموقف الجزائري بـ"الفصام السياسي المزمن"، مشيرا إلى تناقض سلوكها، كونها تدعي الحياد بينما تعرقل، منذ ثلاث سنوات، استئناف العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة، وهو ما يعد مسا صريحًا بجهود التسوية السلمية.

وانتقد هلال استخدام ممثل الجزائر لما أسماه "قاموسا متجاوزا"، مستغربا توقفه عند مواقف وخطابات تعود إلى ما قبل سنة 2000، وتجاهله المتعمد للتطورات الكبرى التي شهدها الملف خلال ربع قرن، وعلى رأسها الاعتراف الدولي المتزايد بمبادرة الحكم الذاتي المغربية، التي وصفها بأنها الخيار الأكثر واقعية ووجاهة.

 

مرتع لعدم الاستقرار
وردت على ادعاء الجزائر بأنها "قبلة لحركات التحرر الإفريقية"، قال هلال "ربما كان ذلك في ستينيات القرن الماضي، أما اليوم، فقد تحولت الجزائر إلى مرتع لعدم الاستقرار، وللجماعات الإرهابية والانفصالية، ولكل من يريد حمل السلاح ضد بلاده"، معتبرا أن سياسة زعزعة الاستقرار التي تنتهجها الجزائر في المنطقة المغاربية والساحل ساهمت في تغذية التطرف، ومهدت الطريق أمام تنظيمات كـ"القاعدة" و"داعش".

 

تقرير المصير يبدأ من الجزائر
ووجه السفير المغربي ضربة دبلوماسية موجعة لمزاعم الجزائر بشأن الدفاع عن "الحق في تقرير المصير"، مطالبا إياها بتطبيق هذا الحق داخليا، انطلاقا من الشعب القبايلي، الذي تعود مطالبته بتقرير المصير إلى ما قبل تأسيس الدولة الجزائرية.

 

آخر الأخبار