محدودية حاضنات الإنعاش في مستشفى الهاروشي تثير استياء الأسر والبرلمان يتحرك

يشهد قسم الإنعاش بمستشفى الأطفال عبد الرحيم الهاروشي بالدار البيضاء وضعاً مقلقاً بسبب محدودية طاقته الاستيعابية، ما يُلقي بظلال ثقيلة على قدرة الطاقم الطبي في الاستجابة الفورية والفعالة للحالات الحرجة الواردة من مختلف مناطق جهة الدار البيضاء–سطات.
فرغم أن المستشفى يُعد مؤسسة صحية مرجعية على المستوى الجهوي والوطني، إلا أن عدد الحاضنات المخصصة للإنعاش لا يتجاوز 22، وهو رقم لا يواكب الضغط اليومي المتزايد، خصوصاً في ظل توافد الحالات الطارئة من العاصمة الاقتصادية ومن أقاليم مجاورة.
هذا الوضع المتأزم تجاوز أسوار المؤسسة الصحية وبلغ أروقة البرلمان، حيث بادر النائب البرلماني إدريس الشرايبي، عن حزب التجمع الوطني للأحرار، إلى توجيه سؤال كتابي إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، لافتاً إلى ما وصفه بـ"الضغط الكبير" الذي أصبح يثقل كاهل الأطر الصحية، بسبب النقص الحاد في الحاضنات وتواضع البنية التحتية مقارنة بحجم الطلب.
وأشار النائب البرلماني إلى أن هذا الخلل يدفع عدداً من الأسر، خصوصاً من الفئات الهشة، إلى اللجوء إلى المصحات الخاصة، حيث تتكبد تكاليف باهظة لا تقوى على تحملها، ما يجعل الحق في الرعاية الصحية مهدداً بالفوارق الاجتماعية والاقتصادية.
وساءل الشرايبي الوزارة الوصية حول ما إذا كانت هناك إجراءات استعجالية مرتقبة لتعزيز الطاقة الاستيعابية لقسم الإنعاش بمستشفى الهاروشي، كما طالب بالكشف عن مدى وجود مشاريع مستقبلية لتوسيع العرض الصحي في مجال الإنعاش للأطفال، سواء على مستوى مدينة الدار البيضاء أو عبر مختلف أقاليم الجهة.
ويعيد هذا الملف إلى الواجهة مسألة توازن التوزيع الجهوي للبنيات الصحية ذات الطابع التخصصي، لا سيما في مجالات دقيقة كإنعاش الأطفال، حيث يُتوقع من المؤسسات المرجعية أن تلبي احتياجات الساكنة بما يضمن الإنصاف في الولوج إلى العلاج.
كما يطرح تساؤلات حول مدى كفاية الاستثمارات العمومية المخصصة لتقوية العرض الصحي، وتحسين شروط العمل داخل أقسام الإنعاش، التي تشكل خط الدفاع الأول في وجه الحالات الطبية الحرجة.
ويرى متتبعون للشأن الصحي أن هذا النوع من الاختلالات لا يمكن التعامل معه كحالات معزولة، بل كمؤشر واضح على ضعف التخطيط الاستراتيجي لتوزيع الموارد والتجهيزات، في ظل تزايد الكثافة السكانية وتوسع رقعة الفئات المستهدفة بالخدمات الصحية العمومية، خصوصاً في كبريات المدن مثل الدار البيضاء.