أغلقت السلطات السورية رسميا المكتب الذي كانت تستخدمه جبهة البوليساريو في العاصمة دمشق في عهد بشار الأسد، بمجرد خلعه عن العرش.
وجاءت هذه الخطوة في وقت حساس، تزامنا مع زيارة بعثة مغربية فنية مكلفة بالتحضير لإعادة فتح سفارة المملكة المغربية في دمشق، ما جعل العديد من المراقبين يربطون بين الحدثين باعتبارهما مؤشرين على تحول في العلاقات بين البلدين.
وتعتبر هذه الخطوة بمثابة إعادة تقييم لموقف دمشق الذي ظل لسنوات منحازا إلى قضايا المنطقة التي تتبناها الجزائر، بما في ذلك قضية البوليساريو.
وبغض النظر عن التفسير الرسمي من قبل السلطات السورية، فإن ما جرى يشير إلى تغيير ملموس في سياساتها الخارجية، خصوصا في ظل المتغيرات التي تشهدها المنطقة.
دلالات وتحولات
لم يكن إغلاق المكتب في دمشق مجرد إجراء إداري عابر، بل كان رسالة واضحة تشير إلى تحولات عميقة في موقف دولة كانت تحسب ضمن "محور الممانعة" العربي، الذي طالما دعم جبهة البوليساريو في محاولاتها لتوسيع حضورها الإقليمي والدولي.
ويأتي القرار السوري كإشارة على أن دمشق بدأت تنأى بنفسها عن دعم الجماعات التي تروج لمشاريع انفصالية، في خطوة قد تكون مدفوعة بتجارب مريرة من الانقسامات الداخلية التي مرت بها سورية في السنوات الأخيرة.
دعم للسيادة المغربية
وبدأت من الآن تشير الكثير من القراءات إلى أن إغلاق المكتب الانفصاليين يعد بمثابة اعتراف عملي بسيادة المغرب على صحرائه.
هذا التحول في الموقف السوري يتزامن مع جهود مغربية لإعادة فتح السفارة المغربية في دمشق، وهو ما يضفي بعدا دبلوماسيا يعزز من موقف المغرب في ملف الصحراء الغربية على الساحة الدولية.
وتعتبر هذه الخطوة أيضا بمثابة تقليص لفرص جبهة البوليساريو في الاستفادة من الدعم العربي لصالح مشروعها الانفصالي، ما يعكس تراجعا تدريجيا في قدرة الجزائر على حشد تأييد عربي واسع لمواقفها في هذا الملف.