اختلالات تعرقل جاهزية حديقة الحيوانات بالبيضاء.. والعمدة توجه إنذارا للشركة المفوضة

رغم مرور أكثر من عقد على انطلاق مشروع إعادة تأهيل حديقة الحيوانات بعين السبع في الدار البيضاء، لا تزال ساكنة العاصمة الاقتصادية تنتظر بفارغ الصبر موعد افتتاح هذا الفضاء البيئي والترفيهي الذي طال غيابه.
وبين وعود متكررة وآجال مؤجلة، يزداد قلق السكان من أن يتحول هذا المشروع إلى صفحة أخرى من صفحات المشاريع المتعثرة التي تراكمت عبر السنوات.
في هذا السياق، قامت لجنة التتبع التابعة للمجلس الجماعي للدار البيضاء، أمس الإثنين، بزيارة ميدانية للموقع، برئاسة نبيلة الرميلي عمدة المدينة، وبحضور عامل عمالة مقاطعات عين السبع – الحي المحمدي، وعدد من نواب العمدة والمسؤولين المحليين، وذلك للوقوف على مدى تقدم الأشغال ومدى جاهزية الحديقة لفتح أبوابها أمام الزوار.
المعاينة الميدانية كشفت عن وجود اختلالات متعددة في سير الأشغال، أثارت استياء اللجنة، التي اعتبرت أن التأخيرات المسجلة غير مبررة، خاصة في ظل الأهمية الكبيرة لهذا المشروع على مستوى البنية التحتية الخضراء بالمدينة.
وقد عبّر أعضاء اللجنة عن تذمرهم من أداء شركة “الدار البيضاء للتهيئة”، المفوض لها إنجاز الأشغال، بعد رصد تأخر في استكمال عدد من المرافق الأساسية، ما يهدد بإرجاء موعد الافتتاح مرة أخرى.
وسجلت اللجنة حسب المعطيات التي توصلت بها "الجريدة 24"، عدة نواقص في المرافق المخصصة للزوار، من أبرزها غياب المساحات الكافية للعائلات والأطفال، وقلة كراسي الجلوس الموزعة على امتداد الفضاء، بالإضافة إلى بعض الاختلالات التي قد تُعرّض صحة الحيوانات للخطر، نتيجة غياب معايير السلامة والرعاية المعتمدة دوليا.
وأمام هذه الصورة القاتمة، وجهت العمدة نبيلة الرميلي إنذارا إلى الشركة المكلفة دريم فيلاج، مطالبة بإنهاء مختلف الاشكاليات في الأسابيع القليلة المقبلة.
رغم كل التحديات، بلغت نسبة استقدام الحيوانات للحديقة حوالي 80 في المائة من الأنواع المقررة وفق دفتر التحملات، مع الإشارة إلى أن استكمال العملية رهين بوصول أصناف إضافية خلال الأسابيع المقبلة.
ووفقا لمصادر الجريدة 24 فإن شركة "دريم فيلاج" تعمل بوتيرة متسارعة لاستكمال عملية استقدام الحيوانات في منتصف شهر يونيو، تمهيدًا لمرحلة الحجر البيطري التي تمتد لأربعة أسابيع، كخطوة ضرورية قبل فتح الحديقة أمام الزوار خلال شهر غشت، إذا تمت الأمور على ما يرام.
وتُبدي الشركة، حسب ذات المصادر، رغبة في جعل هذا المشروع وجهة ترفيهية وسياحية في مستوى تطلعات البيضاويين، إلا أن غياب وضوح الرؤية الزمنية والاستمرار في التحضير منذ سنوات يضع علامات استفهام حول مدى جاهزية المشروع فعلاً.
وصادق المجلس الجماعي للدار البيضاء مؤخراً على اتفاقية شراكة جديدة تهدف إلى إعادة بناء السور الخارجي للحديقة وتحويل شبكة السقي، وهي خطوة قد تبدو مشجعة على استكمال الورش، لكنها في نظر عدد من المتابعين تأكيد على أن المشروع لا يزال يعاني من بعض الأعطاب الهيكلية التي تحول دون افتتاحه في القريب العاجل.
ويمتد مشروع الحديقة، الذي انطلقت أشغاله سنة 2014، على مساحة تقدر بـ13 هكتاراً، خصص منها 10 هكتارات لإيواء الحيوانات و3 هكتارات للمرافق الترفيهية.
ويضم تصميم الحديقة ثلاث مناطق تمثل التنوع الجغرافي لكل من إفريقيا وآسيا وأمريكا، إضافة إلى فضاءات للنزهة، مزرعة تعليمية، مركز بيطري، مطاعم، متجر، وأكشاك، في محاولة لمحاكاة النماذج العالمية لحدائق الحيوانات الكبرى.
ورغم هذا التصور الطموح، لا تخفي فئات واسعة من سكان الدار البيضاء مخاوفها من أن تظل الحديقة مجرد مشروع حبيس البلاغات والتصريحات الرسمية، في ظل التباين الكبير بين ما يُعلن عنه وما يتم إنجازه فعليًا على الأرض.
وبين تطمينات المسؤولين وشكوك الساكنة، يظل السؤال مطروحًا: هل ستفتح حديقة عين السبع أبوابها أخيرًا هذا الصيف، أم أن مسلسل التأجيلات سيستمر بلا نهاية واضحة؟ الجواب في انتظار ما ستسفر عنه الأسابيع القليلة المقبلة.