هل تخطط عمدة الدار البيضاء لترحيل درب عمر ودرب غلف إلى خارج المدينة؟

أعلنت نبيلة الرميلي، عمدة مدينة الدار البيضاء، عن قرب إطلاق مشروع ضخم يتعلق بإنشاء منصة غذائية مندمجة، سَتُقام خارج المدار الحضري للعاصمة الاقتصادية، بهدف تجميع مختلف أسواق الجملة في فضاء واحد حديث ومهيكل، يستجيب للمعايير اللوجستية والتنظيمية المعتمدة وطنياً ودولياً.

جاء ذلك في تصريح أدلت به خلال حوار إذاعي، أكدت فيه أن المشروع بات في مراحله الأخيرة من الإعداد، موضحة أن الدراسة التقنية اكتملت، وأن الوعاء العقاري تم تحديده على مستوى جماعة ترابية تابعة لإقليم برشيد، على بعد دقائق قليلة من الدار البيضاء، وفي موقع استراتيجي قريب من الطريق السيار.

وقالت الرميلي إن المجلس الجماعي يعتزم تمرير اتفاقية إنشاء المنصة خلال الدورات المقبلة، مشيرة إلى أن المشروع يحظى بدعم وتنسيق بين عدد من الجهات، من ضمنها وزارة الداخلية، وزارة الفلاحة، وزارة الصناعة والتجارة، وعدد من المجالس الترابية المجاورة.

وأضافت أن المنصة ستضم جميع الأنشطة التجارية المرتبطة بالغذاء، بما في ذلك أسواق الخضر والفواكه، اللحوم الحمراء والبيضاء، الأسماك، البيض، والقطاني، في خطوة تروم تخفيف الضغط المروري داخل المدينة، وتقليص حجم الشاحنات الثقيلة التي تتسبب في اختناق يومي داخل محيط الأسواق الحالية.

وأكدت رئيسة المجلس الجماعي أن هذا التحول لا يستهدف فقط البنية التحتية، بل ينطلق من مقاربة اجتماعية واقتصادية شاملة، تأخذ بعين الاعتبار أوضاع التجار والمهنيين العاملين في الأسواق القائمة، حيث تم عقد لقاءات تشاورية معهم بحضور والي الجهة، وتم تضمين مقترحاتهم في التصور النهائي للمنصة.

وفي سياق متصل، نفت الرميلي في حوارها الاذاعي لبرنامج "بوليميك"، وجود أي قرار يقضي بترحيل سوق "درب عمر"، موضحة أن السوق لا يدخل ضمن أملاك الجماعة، وإنما يضم محلات خاصة، مشيرة إلى أن المجلس يعمل حالياً على تجهيز منطقة لوجستية قريبة من مديونة لفائدة تجار الجملة، بغرض تسهيل عمليات التخزين والتوزيع دون المساس بالأنشطة التجارية داخل المدينة.

أما بخصوص سوق "درب غلف"، فقد شددت العمدة على أن المشروع لا يستهدف نقله، بل إعادة تأهيله ضمن رؤية عمرانية جديدة، تشمل تحسين الواجهة وتجهيز السوق بالبنيات المناسبة، مشيرة إلى أن الوعاء العقاري الذي يحتله السوق حالياً مملوك للخواص، وأن الجماعة تعمل على تسوية الوضعية العقارية في أفق تنفيذ مخطط التهيئة الجديد.

وفيما يتعلق بهدم بعض الأسواق في أحياء المدينة، أوضحت الرميلي أن العملية تمت في إطار اختصاصات السلطة المحلية، بينما تعمل الجماعة حالياً على تعويض تلك الأسواق بمنشآت جديدة، مبرمجة ضمن ميزانية 2024 و2025، وتشمل أحياء في البرنوصي، عين الشق، والحي الحسني.

واختتمت الرميلي حديثها بالتأكيد على أن الدار البيضاء تتجه نحو نموذج حضري جديد في تدبير الأسواق، يقوم على تجميع الخدمات، وتحسين ظروف العمل، وتجويد العرض التجاري بما يتناسب مع مكانة المدينة كقطب اقتصادي وطني.